كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "وَإِنْ لَبِسَ خُفًّا لَهُ شَرَجٌ" (¬16) أَيْ: عُرًى كَالْأزْرَارِ يُشَدُّ بِهَا وَيُدَاخَلُ (¬17). يُقَالُ: شَرَجْتُ الْعَيْبَةَ (¬18): إِذَا دَاخَلْتَ بَيْنَ عُرَاهَا.
قَوْلُهُ (12): "الْجُرْمُوقُ" (¬19) فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ (¬20)؛ لِأَنَّ الْجِيْمَ وَالْقَافَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ (¬21) مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ (¬22).
قَوْلُهُ (¬23): "وَالْجَوْرَبُ" (¬24) أَيْضًا مُعَرَّبٌ (¬25)، وَهُوَ أَكْبَرُ مِن الْخُفِّ يَبْلُغُ إِلَى السَّاقِ، يُقْصَدُ (¬26) بِهِ السَّتْرُ مِنَ الْبَرْدِ، يُعْمَلُ مِنْ قُطْن أوْ صُوفٍ بِالإِبَرِ، أوْ يُخَاطُ مِنَ الْخِرَقِ.
وَمَعْنَى (¬27) "مُنَعَّلٍ" أَيْ: يُجْعَلُ فِي أسْفَلِهِ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَلَا يُقْصَدُ الْمَشْيُ عَلَيْهِ. وَالْخُفُّ يُقْصَدُ الْمَشْيُ عَلَيْهِ.
قَوْلُهُ: "لَا يَشِفُّ" هُوَ أَنْ يُنْظَرَ مِنْ ظَاهِرِهِ لَوْنُ الْبَشَرَةِ سَوَادًا أوْ بَيَاضًا (¬28). وَالْبَشَرَةُ: ظَاهِرُ جِلْدِ الإِنْسَانِ وَجَمْعُهَا: بَشَرٌ.
قَوْلُهُ: "غَزْوَةُ تَبُوكَ" (¬29) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأى قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِهِ يَبُوكُونَ حِسْىَ (¬30) تَبُوكَ، أَيْ: يُدْخِلُونَ فِيهَا الْقَدَحَ وَيُحَرِّكُونَهُ، لِيَخْرُجَ الْمَاءُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "مَا زِلْتُمْ تَبُوكُونَهَا بَوْكًا" فَسُمِّيَتْ (تِلْكَ) (¬31) الْغَزْوةُ غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَهِيَ تَفْعُلُ مِنَ الْبَوْكِ.
قَوْلُهُ: "وَبِهِ قِوَامُ الخُفِّ" (¬32) بِكَسْرِ الْقَافِ، أَيْ: صَلَاحُهُ. يُقَالُ: هُوَ قِوَامُ الْأَمْرِ (¬33)، أَيْ: نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ قِوَامُ أَهلِ بَيْتِهِ (¬32) وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ شَأَنَهُمْ (¬33).
قَوْلُهُ: "بَلِيَ وَخَلُقَ" بِضَمِّ اللَّام، يُقَالُ: خَلُقَ الثَّوْبُ يَخْلُقُ، وَغَيْرُهُ (¬34): إذَا صَارَ خَلَقًا، أَيْ: بَالِيًا (¬35) -بِضَمِّ اللَّام (¬36)، مثْلُ (¬37): ظَرُفَ يَظْرُفُ، وَلَا يُقَالُ بِكَسْرِهَا. وَالصَّقِيلُ: بِالسِّينِ وَالصَّادِ.
قَوْلُهُ: "فِي أثْنَاءِ الْمُدَّةِ" (¬38) أثْنَاءُ الشَّيْىءِ: أَعْطَافُهُ (¬39) هَذَا (هُوَ) (¬40) الْأصْلُ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأوَّلِ،
¬__________
(¬16) في المهذب 1/ 21: وإن لبس خفا له شرح في موضع القدم فإن كان مشدودا بحيث لا يظهر شىء من الرجل واللفافة إذا مشى فيه: جاز المسح عليه.
(¬17) ع: وتتداخل.
(¬18) العيبة: وعاء من أدم يكن فيها المتاع. يقال: شرجها شرجا، وأشرجها وشرجها. المحكم 7/ 174 وأفعال السرقسطي 2/ 346 واللسان (شرج 22226).
(¬19) في المهذب 1/ 21: وفي الجرموقين وهو الخفّ الذى يلبس فوق الخفّ وهما صحيحان قولان. . . إلخ.
(¬20) معرب سرموزه بمعنى: فرو خف أدى شير 4، وشفاء الغليل 93.
(¬21) واحدة: ساقطة من ع.
(¬22) إِلَّا بحاجز بيهما نحو جلوبق: اسم، وأجوق غليظ العنق، والجوق: الجماعة من النَّاس، وجلتفقة: مسنية، وحبنشتة: نعت مكروه، وجعفليق: مسترخية، والقنجل: العبد. وانَّظر المعرب 94 وحاشية ابن برى على المعرب 60، 61 وجمهرة اللغة 2/ 110.
(¬23) قوله: ليس في ع.
(¬24) في المهذب 1/ 21: إنَّ لبس جوربا جاز المسح عليه بشرطين أحدهما: أن يكون صفيقا لا يشف، والثاني: أن يكون مُنَعَّلا.
(¬25) المعرب 101 وشفاء الغليل 92 وأدَّى شير 48.
(¬26) ع: ويقصد.
(¬27) في خ: قوله: وليس لها موضع هنا.
(¬28) ع: سوداء أو بيضاء. وفي خ سودًا أو بيضا والصواب مثبت فوقها.
(¬29) في المهذب 1/ 22: روى المغيرة بن شعبة قال: وَضَّأتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فمسح على الخفّ وأسفله.
(¬30) ع: عين والمثبت من خ والصحاح (بوك) والنقل عنه، وكذا في الغريبين 1/ 221 والفائق 1/ 132 والنهاية 1/ 162 وَالْحِسْى: العين ومنه الحديث: إنَّ بعض المنافقين باك عينا كان النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وضع فيها سهما وانظر المراجع السابقة.
(¬31) خ: بذلك: تحريف والمثبت من ع والصحاح.
(¬32) في المهذب 1/ 22: في المسح على عقب الخفّ: لا يمسح؛ لأنّه صقيل وبه توام الخفّ، فإذا تكرر المسح عليه بلى وخلق.
(¬33) يقال: هذا الشيىء: قوام الأمر.
(¬32) في الصحاح: فلان قوام أهل بيته وقيام أهل بيته.
(¬33) ع: وهو الذى عليه عماد أمرهم. والمثبت من خ والصحاح.
(¬34) وغيره ليس في ع.
(¬35) ع: قديما.
(¬36) بضم اللام: ليس في ع.
(¬37) ع: وبابه ظرف.
(¬38) في المهذب 1/ 22: وإن مسح على الجرمرق فوق الخفّ وقلنا يجوز المسح عليه ثم نزع الجرمرق في أثناء المدة. ففيه ثلاث طرق. . . إلخ وفي ع: "قوله: أثناء".
(¬39) ع: يقال: ثنى الشيىء: جمع أعطافه وفي الصحاح: والثنى: واحد أثناء الشيء، أى: تضاعيفه.
(¬40) هو: ساقط من خ.

الصفحة 32