كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

رِخْوًا، لِئَلاَّ يُرَدَّ عَلَيْهِ الْبَوْلُ، فَيَتَرَشَّش، وَقَدْ رَادَ وَارْتَادَ (¬26) وَاسْتَرَادَ: إِذَا طَلَبَ وَاخْتَارَ.
قَوْلُهُ: "أتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ" (¬27) السُّبَاطَةُ: الْكُنَاسَةُ الَّتِى تُطْرَحُ (¬28) كُلَّ يَوْمٍ، بِأفْنِيَةِ الْبُيُوتِ، فَتَكْثُرُ (¬29)، مِنْ سَبِطَ عَلَيْهِ الْعَطَاءَ: إِذَا تَابَعَهُ (¬30).
قَوْلُهُ: "لِعِلَّةٍ بِمأ بِضَيْهِ" هِيَ مُنْعَطَفُ الرِّجْلَيْنِ، وَالْمَأَبِضُ: (¬31) مَا تَحْتَ الرُّكْبَةِ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ (¬32).
قَوْلُهُ: " وَيُكْرَهُ أن يَبُولَ فِي ثَقْبٍ أوْ سَرَبٍ" (¬33) الثَّقْبُ: وَاحِدُ الثُّقُوبِ (¬34) الْمُنْفَتِحَةِ فِي الأرْض (¬35). وَالسَّرَبُ: بَيْتٌ فِي الأرْضِ. يُقَالُ: انْسَرَبَ الْوَحْشِيُّ (¬36) فِي سَرَبِهِ وَانْسَرَبَ الثَّعْلَبُ فِي جُحْرِهِ (¬37). وَالسَّرَبُ (¬38) لَا مَنْفَذَ لَهُ، فَإِذَا كَانَ لَهُ مَنْفَذٌ، فَهُوَ نَفَقٌ. مِنْ فِقْهِ اللُّغَةِ.
قَوْلُهُ: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ" (¬39) سُمِّيَتْ مَلَاعِنَ لِأنَّ مَنْ رَآهَا قَالَ: لَعَنَ الله مَنْ فَعَلَ هَذَا. وَالْبَرَازُ: أَصلُهُ: الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ، فَسُمِّيَ بِهِ الْخَارِجُ مِنَ الإنْسَانِ.
قَوْلُهُ (¬40): "قَارِعَةِ الطَّريقِ" سُمِّيَتْ قَارِعَةً؛ لِأنّهَا تَقْرَعُ، أَيْ: تُصِيبُهَا الأرْجُلُ وَالْحَوَافِرُ وَالأظْلَافُ وَالأخفَافُ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، كَ {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (¬41) بِمَعْنَى مَرْضِيَّةٍ.
قَوْلُهُ (¬42): "يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ" مَعْنَاهُ: يَسِيرَانِ (¬43) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ} (¬44) أَيْ: يُسَافِرُونَ وَيَمْشُونَ.
قَوْلُهُ: "يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ" قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬45): الْمَقْتٌ: أَشَدُّ الْبُغْض. يُقَالُ: مَقَتَهُ فَهُوَ مَقِيتٌ وَمَمْقُوتٌ (¬46).
قَوْلُهُ: "الْبَاسُورُ" (¬47) وَاحِدُ الْبَوَاسِيرِ، وَهِيَ: عِلَّةٌ تَأَخُذُ فِي (الْمَقْعَدَةِ) (¬48) وَفِي دَاخِلِ الأنْفِ وَهُوَ (¬49) بَثْرٌ يَدْمَي عِنْدَ الْغَائِطِ.
قَوْلُهُ. تِيجَعُ مِنْهُ الْكَبِدُ "يُقَالُ: وَجِعَ يِيْجَعُ (¬50) بِكَسْرِ الْجِيمِ فِي الْمَاضِى وَفَتْحِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ،
¬__________
(¬26) ع: وأراد: تحريف.
(¬27) في المهذب 1/ 26: في كراهية التبول قائما إِلا لعذر روى أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أتى سباطة قم فبال عليها قائمًا لعلّه بمأبضيه "والحديث في صحيح البخاري 1/ 66 والترمذي 1/ 3 وسنن النسائي 1/ 19 ومعالم سنن 1/ 20 والفائق 2/ 147 والنهاية 2/ 335.
(¬28) ع: تخرج.
(¬29) ع: إذا كثرت.
(¬30) ذكره الزمخشري في الفائق.
(¬31) ع: باطن.
(¬32) من الإنسان والحيوان. خلق الإنسان للأصمعي 205، 226 ولثابت 317 وللزجاج 35، 47، ونظام الغريب في اللغة 52 وشرح كفاية المتحفظ 52 ومبادئ اللغة 121 والمخصص 121.
(¬33) المهذب 1/ 26.
(¬34) مثل فلس وفلوس والضم لغة.
(¬35) ع: وهو المستطيل في الأرض.
(¬36) ع: الوحش والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
(¬37) ع: وكره والمثبت من خ والصحاح.
(¬38) ع: الذى لا منفذ له.
(¬39) في المهذب 1/ 26: في كراهية التبول في الطريق: روى معاذ (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتقوا الملاعن الثّلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل، والحديث في معالم السنن 1/ 2 وسنن ابن ماجة 1/ 19 وغريب الخطابي 1/ 108 والفائق 3/ 318.
(¬40) ع: وقارعة الطريق.
(¬41) سورة الحاقة آية 21.
(¬42) في المهذب 1/ 26: في كراهية التكلم على الغائط: روى أبو سعيد الخُدْري (ر) أنَّ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله تبارك وتعالى يمقت على ذلك. والحديث في معالم السنن 1/ 17 وسنن ابن ماجة 1/ 123 والنهاية 1/ 395.
(¬43) هذا التفسير غير دقيق لأنّ المقصود: يتحدثان في حالة التغوط، قال ابن الأثير: أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان النهاية 1/ 395.
(¬44) سورة المزمل آية 20.
(¬45) في الغريبين 3/ 248.
(¬46) الصحاح (مقت).
(¬47) في: المهذب 1/ 27: في حديث لقمان: طول القعود على الحاجة تيجع منه الكبد ويأخذ منه الباسور فاقعد هوينا واخرج.
(¬48) خ: المعدة والمثبت من ع والصحاح (بسر) والنقل عنه وعبارته: علة تحدث في المقعدة، وفي داخل الأنف أيضًا.
(¬49) ع: وهي.
(¬50) ع: يجمع.

الصفحة 37