كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

لَمَسَهُ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ (¬74).
قَوْلُهُ: "بِنَجَاسَةٍ نَادِرَةٍ" (¬75) يُقَالُ: نَدَرَ الشَّيىْءُ يَنْدُرُ نَدْرًا: إِذَا سَقَطَ وَشَذَّ (¬76) وَلَمْ يَأّتِ إِلّا قَلِيلًا.
قَوْلُهُ: الحُمَمَةُ الْفَحْمَةُ (¬77) وَهِىَ مَا يَبْقَى مِنَ الْعُودِ أَسْوَدَ (¬78) مِنَ احْتِرَاقِ النَّارِ لَا قُوْةَ فِيهِ وَلَا صَلَابَةَ، قَالَ طَرَفَهُ (¬79):
أشَجَاكَ الرَّبْعُ أمْ قِدَمُهُ ... أَمْ رَمَادٌ دَارِسٌ حُمَمُهُ
قَوْلُهُ فِي الْعَظْمِ (¬80): "هُوَ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" الزَّادُ: طَعَامُ الْمُسَافِرِ فِي سَفَرِهِ. وَأرَادَ هَا هُنَا: أنَّهُ طَعَامُهُمْ؛ لِأنَّهُمْ سَأَلُوا النَّبِىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الْجنِّ - الزَّادَ. وَهُمْ مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَأعْطَاهُهْا الْعَظْمُ، فهُمْ (¬81) يَشُمُّونَهُ وَلا يَأَكُلُونَهُ، وَفِي حَدِيثٍ عَنْ أَبَي هُرَيْرةَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثةِ؟ قَالَ: "أَتَانِى وَفْدُ جِنِّ نَصِيبَيْنِ فَسَأَلُونِى الزَّادَ، فَدَعَوْتُ الله لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِرَوْثَةٍ وَلَا بِعَظْمٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهِ طَعَامًا" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (¬82).
قَوْلُهُ: "كَالرِّمَّةِ" (¬83) هِيَ الْعَظْمُ الْبَالِى، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (¬84) وَجَمْع الرِّمَّةِ رِمَمٌ وَرِمَامٌ تَقُولُ مِنْهُ: رَمَّ الْعَظْمُ يَرِمُّ -بِالْكَسْرِ- رِمَّةً، أيْ: بَلِىَ (¬85). وَقِيلَ: رِمَّةٌ: كَمْعُ رِمَمٍ، كَجَلِيلٍ وَجِلَّةٍ (¬86) سُمِّيَتْ رِمَّةً وَرَمِيمًا؛ لِأنَّهَا تَبْلَى إِذَا قَدُمَتْ. وَقِيلَ: لأنَّ الإِبِلَ تَرُمُهَا، أيْ: تَأَكُلُهَا.
قَوْلُهُ: "لِلُزُوجَتِهِ" (¬87) يُقَالُ: لَزِجَ الشَّىْءُ: إِذَا تَمَطَّطَ وَتَمدَّدَ، وَهُوَ شَىْءٌ لَزِجٌ، وَلَزِجَ بِهِ، أَيْ: غَرِىَ (¬88) بِهِ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬89).
قَوْلُهُ: "لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ" (¬90) أَيْ: حِفْظُهُ. وَالضَّبْطُ: جَوْدَةُ التَّحَفُّظِ بِالشَّىْءِ.
قَوْلُهُ (¬91): "وَالْحَشَفَةُ": رَأَسُ الذَّكَرِ وَمَا فَوْقَ الْخِتَانِ.
قَوْلُهُ: لِتَعَذُّرِ الضَّبْطِ، (¬92) أَيْ: لِتَعَسُّرِهِ.
قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬93). أصْلُ (¬94) الاسْتِنجَاءِ: مِن النَّجوَةِ، وَهُوَ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرضِ، وَكَانُوا (¬95) يَسْتَتِرُونَ
¬__________
(¬74) المحكم 5/ 267. اللسان (غمز 3296) والمصباح (غمز).
(¬75) في المهذب 1/ 28: فإن استنجى بالروث لزمه بعد ذلك الاستنجاء بالماء، لأنّ الموضع قد صار نجسا بنجاسة نادرة وفي خ نجاسة.
(¬76) عن الصحاح (ندر).
(¬77) ع: والحممة: الفحمة وفي المهذب 1/ 28: ومالا يزيل العين لا يجوز الاستنجاء كالزجاج والحممة.
(¬78) ع: إذا اسود.
(¬79) ديوانه 68 وغريب الحديث 1/ 194 وتهذيب اللغة 4/ 18 واللسان (حم 1010).
(¬80) في المهذب 1/ 28: نهى عن الإستنجاء بالعظم وقال. . . . . الحديث وانظر معالم السنن 1/ 26 وتحفة الأحوذى 1/ 90 - 92.
(¬81) فهم: ليس في ع.
(¬82) 1/ 50 طهارة.
(¬83) في المهذب 1/ 28 وإن استنجى بجلد مدبوغ لا يجوز لأنّه كالرمة.
(¬84) سورة يس آية 78 وانظر تفسير غريب القرآن 368 وتحفة الأريب 138.
(¬85) عن الصحاح (رسم).
(¬86) كذا في الفائق 2/ 84.
(¬87) في المهذب 1/ 28: وان استنجى بجلد حيوان مأكول اللحم مذكى غير مدبوغ: لا يجوز لأنّه لا يقلع النجو للزوجته.
(¬88) ع: علق والمثبت من خ والصحاح.
(¬89) في الصحاح (لزج).
(¬90) في المهذب 1/ 28 "ما يزيد عن المعتاد لا يمكن ضبطه".
(¬91) قوله: ليس في ع.
(¬92) في المهذب 1/ 28 في الاستبراء من البول: يجوز فيه الحجر ما لم يجاوز موضع الحشفة لتعذر الضبط.
(¬93) في غريب الحديث: 1/ 159، 160.
(¬94) ع: وأصل.
(¬95) ع: كانوا.

الصفحة 39