كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَفَضَلَتْ فِيهَا فَضْلَةٌ" (¬60) (أَيْ: بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ. الْفَضْلُ: هُوَ الزَّائِدُ) (¬61) وَالْفَضْلَةُ: الزِّيَادَة وَمَعْنَاهُ: مَا زَادَ عَلَى حَاجَتِهَا. يُقَالُ مِنْهُ: فَضِلَ الشَّىْءُ بِالْكَسْرِ يَفْضَلُ بِالْفَتْحِ (¬62)، وَفَضَلَ الشَّىْءُ (¬63) بِالْفَتْحِ يَفْضُلُ بِالضَّمِّ (¬64)، وَفَضِلَ بِالْكَسْرِ يَفْضُلُ بِالضَّمِّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَالثَّالِثَةُ قَلِيلَةٌ (¬65) (عَزِيزَةٌ، وَلَهَا نَظَائِرُ مِنَ الصَّحِيحِ وَالْمُعْتَلِّ مَعَ قِلَّتِهَا) (¬66).
* * *
¬__________
= اللسان (خرق 1143) والمصباح (خرق).
(¬60) في المهذب 1/ 32 عن ميمونة (ر) اجنبت فاغتسلت من جفنة ففضلت فيها فضلة فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل منه، فقلت: إِنِّى قد اغتسلت منه، فقال: الماء ليس عليه جنابة وَأغتَسَلَ منه.
(¬61) بدل ما بين القوسين في ع: أى أبْقَاة فيما يبقيه. والفضل: المصدر.
(¬62) مثل حذر يحذر كما في الصحاح.
(¬63) الشي: ساقط من ع.
(¬64) مثل دخل يدخل في الصحاح.
(¬65) ع: قليلة جدا وهى الصحيح مع قلتها: تحريف. وفي الصحاح: وهو شاذ لا نظير له قال سيبوية: هذا عند أصحابنا إنما يجىء على لغتين. وانظر الخصائص 1/ 374 - 385 والمصباح والقاموس (فضل).
(¬66) ما بين القوسين ساقط من ع.
وَمِنْ (¬1) بَابِ التَّيَمُّمِ
(أصْلُ التَّيَمُّمِ فِي اللُّغَةِ: الْقَصْدُ) (6) يُقَالُ: يَمَّمْتُ فُلَانًا وَتَيَمَّمْتُهُ: إذَا قَصَدْتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} (¬2) أَيْ لَا تَقْصِدُوا (وَقَالَ الْأعْشَى (¬3):
تَيَمَّمْتُ قَيْسًا وَكَمْ دُونَهُ ... مِنَ الأرْض مِنْ مَهْمَهٍ ذِى شَزَنِ
وَقَالَ امْرُؤْ الْقَيْس (¬4):
تَيَّمَمْتُ الْعَيْنَ الَّتِى عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِى عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامٍ (¬5)
وَكَذَلِكَ التَّيَمُّمُ فِي الشَّرْعِ: هُوَ الْقَصْدُ إلَى الصَّعِيدِ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّىَ الْمَسْحُ بِالتُّرَاب تَيَمُّمًا. وَأمَّا الصَّعِيدُ، فَقَدْ قَالَ (بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ) (¬6) إِنَّهُ يَقَعُ عَلَى التُّرابِ، وَعَلَى وَجْهِ الأرْض،
¬__________
(¬1) من ع.
(¬2) سورة البقرة آية 267 وانظر مجاز القرآن 1/ 82 وتفسر غريب القرآن 98 والزاهر 1/ 134.
(¬3) ديوانه 69.
(¬4) ما بين القوسين من ع.
(¬5) ملحق ديوانه 476 واللسان (عرمض 4915).
(¬6) ما بين القوسين ليس في ع.
وَعَلَى الطَّرَيقِ (¬1). وَقَالَ فِي الأمّ (¬2): لَا يَقَعُ الصَّعِيدُ إِلَّا عَلَى تُرَابٍ ذِى غُبَارٍ. وَقَالَ الْمُفَسِّرونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {صَعِيدًا زَلَقًا} (¬3) تُرَابَأ أمْلَسَ (¬4). وَقَوْلُهُ: {صَعِيدًا جُرُزًا} (¬5) تُرَابًا لَا نَبْتَ فِيهِ (¬6) وَقِيلَ: سُميَ وَجْهُ الأرْض صعِيدًا؛ لِأنَّهُ صَعَدَ عَلَى الْأرْضِ. وَأمَّا الطَّيِّبُ، فَأَرادَ بِهِ: الطَّاهِرَ.
فَوْلُهُ: "فَتَمَعَّكَتْ فِي (¬7) التُّرَابِ" (¬8) أيْ: تَمَرَّغَتْ، يُقَالُ: تَمَعَّكَت الدَّابَّةُ، أيْ: تَمَرَّغَتْ. وَمَعَّكتُهَا أَنَا (بِهِ) (¬9) تَمْعِيكًا.
قَوْلُهُ: "فَإذَا بَلَغَ الْكوعَ" (¬10) الْكُوعُ وَالْكَاعُ (¬11): طَرَفُ الزَّنْدِ الذِى يَلى الإبْهَام. وَالَّذِى يَلى
¬__________
(¬1) معانى الزجاج 2/ 58 ومعانى الفراء 1/ 270 وتهذيب اللغة 2/ 7.
(¬2) 1/ 43 كتاب الشعب.
(¬3) سورة الكهف آية 40.
(¬4) مجاز القران 1/ 403 ومعانى الفراء 2/ 145 وتفسر غرب القرآن 267 والعمدة في غريب القرآن 190.
(¬5) سورة الكهف آية 8.
(¬6) مجاز القرآن 1/ 393 ومعانى الفراء 2/ 134 وتفسير غريب القرآن 263.
(¬7) خ: بالتراب.
(¬8) في المهذب 1/ 42: روى عن عمار بن ياسر رضى الله عنه، قال: اجنبت فتمعكت في التراب.
(¬9) به: زيادة من ع وليس في خ ولا في الصحاح والنقل عنه.
(¬10) في المهذب 1/ 33 في كيفية التيمم.
(¬11) العين 2/ 181 وتهذيب اللغة 3/ 41 والمحكم 2/ 200 واللسان (كوع 3956).

الصفحة 43