كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

الخِنْصَرَ: هُوَ الْكُرسُوعُ (¬12).
قَوْلُهُ: "صَمَدَ لِلرِّيحِ" (¬13) مَعْنَاهُ: قَصَدَ. يُقَالُ: صَمَدَ صَمْدَهُ، أيْ: قَصَدَ قَصْدَهُ.
قَوْلُهُ: "وَالطَّعَامُ لِلْمَجَاعَةِ" (¬14) هِىَ مَفْعَلَةٌ مِنَ الجُوع، قُلِبَتْ وَاوُهَا أَلِفًا، وَأَصْلُهَا مَجْوَعَةٌ.
قَوْلُهُ: "صَلَّى عَلَى حَسَبِ حَالِهِ" (¬15) مُحَرَّكٌ، أَيْ: عَلَى قَدْرِ حَالِهِ. يُقَالُ: افْعَلْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ، أَيْ: عَلَى قَدْرِهِ بِفَتْحِ السِّينِ (¬16).
قَوْلُهُ: "جُدَرِىٌّ"، (¬17) مَعْرُوف، وَهُوَ نَفْطٌ مُنتفِخٌ يَحْدُثُ فِي الْجَسَدِ يَزيدُهُ أَلَمَا، يُقَالُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا (¬18) وَاشْتِقَاقُهُ: مِنْ جَدَرَ: إذَا نتَأ وَارْتَفعَ، وَمِنْهُ الجِدَارُ.
قَوْلُهُ (¬19): "الْحَضَرُ ضِدُّ الْبَدْوِ، وَهُوَ ضِدُّ السَّفَرِ أَيْضًا (¬20). وَالْحَاضِرُ: الْحَيُّ النُّزُولُ عَلَى الْمَاءِ. وَأصْلُهُ: مِنَ الْحُضُورِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الْغَيِّبَةِ (¬21).
قَوْلُهُ: "غَزَاةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ" (¬22) قَالَ الْبُخارِيُّ (¬23) هِىَ غَزْوة لَخم وَجُذَام، قَالَهُ اسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي خَالِدٍ. وَقَالَ ابْنُ اسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ أن عُرْوَةَ: هِيَ (¬24) بِلادُ بَلىٍّ، وَعُذرَةَ وَبَنى الْقَيِّن (¬25). قَالَ الْبَيهَقِيُّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ: وَهُوَ مَاءٌ بِأرْضِ جُذَامَ يُقَالُ لَهُ: السَّلَاسِلُ، وَبِذَلِكَ سُميَتْ تِلْكَ الْغَزَاةُ "ذَاتُ السَّلَاسِلِ".
قَوْلُهُ: "شَينًا فَاحِشًا" الشِّيْنُ (¬26): ضِدُّ الزَّيْن، وَالشِّيْنُ أيْضًا: الْغَيْبُ. وَالْفَاحِشُ: الْقَبِيحُ، وَكُلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ حَدَّهُ فَهُوَ فَاحِشٌ (¬27).
قَوْلُهُ: "لِأنَّهَا غَيْرُ مَحْصُورَةٍ" (¬28) يُقالُ: حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْرًا: إذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِ (¬29). وَالْمَعْنَى: أنَّهَا غَيْرُ مَعْدُودَةٍ عَدَدًا لا يُزادُ فِيهِ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ، فيضَيِّقُ عَلَى فَاعِلِهَا فِعْلُهَا، وَالله أعْلَم (¬30).
قَوْلُهُ: "عُذْرٌ نَادِرٌ" (¬31) أَيْ:- قَلِيلٌ شَاذٌ، وَمِنْهُ النَّوَادِرُ (¬32) وَهِيَ الشَّاذْةُ الْقَلِيلَةُ الْخَارِجَةُ عَن الْعَادَةِ
¬__________
(¬12) خلق الإنسان للأصمعي 206 ولثابت 221 وللزجاج 35 والفرق لابن فارس 60 ونظام الغريب في اللغة 41 وشرح كناية المتحفظ 201.
(¬13) في المهذب 1/ 34: فَإذَا صمد للريح فسفت عليه التراب لم يجز.
(¬14) خ: الطعام للمجاعة. وفي المهذب 1/ 34 في التيمم: يلزمه شراء الماء كما يلزمه شراء الرقبة في الكفلة والطعام في المجاعة.
(¬15) في المهذب 1/ 35 وإن لم يجد ماء صلى على حسب حاله.
(¬16) الصحاح (حسب) والعين 3/ 149 وإصلاح المنطق 322 وتهذيب اللغة 4/ 330 والمحكم 3/ 150.
(¬17) من قول ابن عباس رضي الله عنهما: إذا كانت بالرجل جراحة في سبيل الله أو قروح أو جدري فإنّه يتيمم بالصعيد. المهذب 1/ 35.
(¬18) إصلاح المنطق 131 والعين 6/ 74 والمحكم 7/ 217 والصحاح والمصباح (جدر) واللسان (جدر 565) وديوان الأدب 1/ 243، 258.
(¬19) ع: والحضر.
(¬20) في تهذيب اللغة 4/ 300: والحاضر ضد المسافر. وفي المحكم 3/ 85: الحضور نقيض المغيب والمعنى واحد. وانظر الصحاح (حضر) واللسان (حضر 907).
(¬21) الصحاح (حضر) والمحكم 3/ 85.
(¬22) في المهذب 1/ 35: روى عن عمرو بن العاص أنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزاة ذات السلاسل فأشفقت أن اغتسلت أن أهلك فتيممت وصلّيت بأصحابى صلاة الصبح. . . إلخ.
(¬23) في صحيحه 5/ 209.
(¬24) ع: وهى والمثبت في خ وصحيح البخاري.
(¬25) ع: وعذرة بنى القين تحريف.
(¬26) في المهذب 1/ 35: وإن خاف من استعمال الماء شيئا فاحشا في جسمه فهو كما لو خاف الزيادة في المرض.
(¬27) الصحاح (فحش) وتهذب اللغة 4/ 188 وانظر العين 3/ 96 والمحكم 3/ 80 والمصباح (فحش).
(¬28) في المهذب 1/ 36: ويجوز أن يُصلِّى بتيمم واحد ما شاء من النوافل؛ لأنّها غير محصورة.
(¬29) الصحاح (حصر) بعده: وأحاط به.
(¬30) والله أعلم: ليس في ع.
(¬31) في المهذب 1/ 36: ومن صلى بغير طهارة لعدم الماء والتراب لزمه الإعادة؛ لإنه عذر نادر.
(¬32) الصحاح =

الصفحة 44