كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَالْقِيَاس.
قَوْلُهُ: "الاسْتِيعَابُ" (¬33) هُوَ الاسْتِكْمَال وَالاسْتِقْصَاءُ عَلَى الشَّىْءِ، يُقَالُ: أوْعَبَهُ قَطْعًا: استقْصَى عَلَيْهِ (33)، فَهُوَ مُوْعَبٌ (¬34)، وَالسِّينُ زَائِدَة فِي الاسْتِفْعَالِ (¬35)، (وَالله أعْلَمُ) (¬36).
* * *
¬__________
= (ندر).
(¬33) خ: استيعاب العضو. وفي المهذب 1/ 37: يلزمه مسح الجميع؛ لأنه مسح أجيز للضرورة فوجب فيه الاستيعاب.
(¬34) ع: وهو من عب: تحريف. وانظر إصلاح المنطق 304 وغريب أبي عبيد 3/ 204 وتهذيب اللغة 3/ 241.
(¬35) ع: للاستفعال.
(¬36) ما بين القوسين زيادة من ع.
وَمِنْ بَابِ الْحَيْضِ
قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬1): الحَيْضُ: اجْتِمَاعُ الدَّمِ، وَالْمَحِيضُ: الْمَكَانُ الْذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّيَ الْحَوْضُ؛ لِاجْتِمَاع الْمَاءِ فِيهِ (¬2) قَالَ فِي الشَّامِلِ (¬3): ذَهبَ الشَّافِعِيُّ إلَى أنَّهُ الْحَيْضُ (¬4). يُقَالُ: حَاضَت الْمَرأةُ (¬5) حَيْضًا وَمَحِيضًا، كَمَا يُقَالُ: سَارَ سَيْرًا ومَسِيرًا. وَيُقَالُ: بلْ هُوَ الْوَقْتُ وَالزَّمَانُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ} (¬6) أَيْ: لَا تَقْرَبُوهُنَّ فِي زَمَانِ الْحَيْض (¬7) وَالْمَكَانُ الْفَرْجُ، أَيْ: لَا تَقْرَبُوهُنَّ فِي الْفَرَجِ زَمَان حَيْضِهِنَّ، يُقالُ: حَاضَتِ الْمَراةُ وَتَحَيَّضَتْ وَطَمَثَتْ وَعَرَكَتْ سَوَاءٌ (¬8). وَقِيلَ: سُمِّيَ حَيْضًا مِنْ قَوْلِهِمْ: حَاضَ السَّيْلُ: إذَا فَاضَ (¬9). وَأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ لِعُمَارَةَ بْنِ عَقِيلٍ (¬10):
أجَالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِى وَحَيَّضَتْ ... عَلَيْهِنَّ حَيْضَاتُ السِّيولِ الطَّوَاحِمِ (¬11)
قَوْلُهُ (¬12): وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ أَذًى} (¬13) الأذَى: هُوَ (¬14) الْمَكْرُوهُ الَّذِي لَيْسَ بِشَدِدٍ. قَالَ الله تَعَالَى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} (¬15) وَالْمَعْنَى: أنَّهُ أَذًى يُعْتَزَلُ مِنْهُ، وَلَا يَتَعَدَّى مَوْضِعَهُ إلَى غَيْرِهِ.
قَوْلُهُ (¬16): "إِذَا أَقْبَلَتِ الْحِيضَةُ" بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَهِيَ اسْم لِلْحَالِ الدّائِمَةِ (¬17)، كَالْجِلْسَةِ وَالرَّكْبَةِ. وَأمَّا الْحَيِّضَةُ بِالْفَتْحِ، فَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةِ (¬18). وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيْض وَالاسْتِحَاضَةِ: أَنَّ الْحَيْضَ: الَّذِى يَأتي لأوْقَاتِ مُعْتَادَةٍ. وَدَمُ الاسْتِحَاضَةِ يَسُيلُ مِنَ الْعَاذِلِ، وَهُوَ عِرْقٌ فَمُهُ الَّذِى يَسِيلُ مِنْهُ فِي أدْنَى الرَّحِمِ دُونَ قَعْرهِ، ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ (¬19).
¬__________
(¬1) في الغريبين 1/ 272.
(¬2) وانظر تهذيب اللغة 5/ 159 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 18.
(¬3) .......................
(¬4) ع: إلى أن المحيض: الحيض.
(¬5) المرأة: ساقط من ع.
(¬6) سورة البقرة آية 222 ولا تقربهنَّ: ليس في ع.
(¬7) ع: حيضهن،، انظر معانى الزجاج 1/ 289 والعين 3/ 277 وتهذيب اللغة 5/ 159 والمحكم 3/ 320 والكتاب 4/ 88.
(¬8) الغريبين 1/ 272.
(¬9) عبارة الأزهري: وأصله: من قولك: حاض السيل وفاض: إذا سال. شرح ألفاظ المختصر لوحة 18.
(¬10) قال الأزهرى: أخبرنى المنذرى عن المبرد أنّه أنشده لعمارة بن عقيل. . . شرح ألفاظ المختصر لوحة 18 وتهذيب اللغة 5/ 159.
(¬11) الذوارى: الرياح التى تذرو التراب والطواحم: جمع طاحم: السيول العالية. وحيضت: سيلت وحيضات: السيول: ما سال منها.
(¬12) قوله: ليس في ع.
(¬13) سورة البقرة آية 222.
(¬14) هو ليس في ع.
(¬15) سورة آل عمران آية 111. وانظر معانى الزجاج 1/ 290 وتفسير غريب القرآن 108.
(¬16) في المهذب 1/ 38: ويحرم عليها الصلاة؛ ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقبلت الحيضة فدعى الصّلاة" والحديث في صحيح الترمذي 1/ 391 وسنن النسائي 1/ 117، 186 ومعالم السنن 1/ 87.
(¬17) ع: الدائم.
(¬18) كذا في غريب الخطابي 3/ 220 وتهذب اللغة 5/ 195 والنهاية 1/ 468، 469 والصحاح، والمصباح والمغرب (حيض) واللسان (حيض 1071).
(¬19) ما سبق في الفرق عن الأزهري في شرح ألفاظ المختصر لوحة 18.

الصفحة 45