كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَأمَّا العُبُورُ" (¬20) الْعُبُورُ: الْمُرُورُ، يُقَالُ: هُوَ عَابِرُ سَبِيلٍ، أَيْ: مَارُّ الطَّرِيقِ (¬21). وَعَبَرَ عُبُورًا: مَر مُرُورًا.
قَوْلُهُ: "تَحَيِّضِي فِي عِلْمِ اللهِ (¬22)، أَيْ: الْتَزِمِي حُكْمَ الْحَيْض فِي عَادَتِكِ وَاجْتِهَادِكِ، فَحَيِّضي (¬23) نَفْسَكِ بِغَلَبَةِ ظَنِّكِ في عِلْم اللهِ، أيْ: فِيمَا عَلَّمْكِ الله. وَمَعْنَاهُ: مِمَّا (¬24) تَخفَظِين مِن عَادَتِكِ (¬25) وَفِي عِلْمِ اللهِ الْذِى يَعْلَمُ مِنْ عَادَتِك، إنْ كَانَتْ سِتَا فَتَحَيِّضي سِتًا، وَإنْ كَانَتْ سَبْعًا فَتَحَيِّضي سَبْعًا (¬26). وَاللَّفْظُ ظَاهِرُهُ يَقْتَضِى الشَّكَّ وَالتَّخْيِيرَ (¬27). قَالَ فِي الْبَيَانِ (¬28): يَحْتَمِلُ تَأويلَين، أحَدُهُمَا: أنَّهُ خَيَّرهَا فِي ذَلِكَ وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْن الصَّبَّاغٍ؛ لِأنَّ السِّتَّ عَادَةٌ غَالِبَة فِي النِّسَاءِ. وَالسَّبْعُ عَادَةٌ غَالِبَةٌ فِيهِن أيْضًا (¬29) وَالثَّانِي: أنَّهُ شَكَ في الْعَادَةِ الغَالِبَةِ، فرَدَّها إلَى اجْتِهَاها في ذَلِكَ، وَهُوَ اختِيَارُ الطَّبرِىِّ.
قَوْلُهُ: "يُلْفَقُ" (¬30) التَّلْفِيقُ: مَأخُوذٌ مِنْ لَفَقْتُ الثَّوْبَ أَلفِقُهُ لَفْقًا، وَهُوَ: أن تَضُمَّ شُقَّةً إلَى شُقَّةٍ (¬31) أخْرَى فَتَخِيطَهُمَا (¬32).
قَوْلُهُ: "إنْ رَأتْ (¬33) الصُّفْرَةَ أوِ الكُدْرَةَ" الْكُدْرَةُ: لَوْنُ لَيْسَ بصَافٍ، بَلْ يَضْرِبُ إلَى السَّوَادِ، وَلَيْسَ بِالأسْوَدِ الْحَالِكِ (¬34).
قَوْلُهُ: "دَمُ الجِبِلَّةِ" (¬35) بِالْكَسْرِ (¬36): هِيَ الْخِلْقَةُ، مِنْ جَبَلَهُ اللهُ، أيْ: خَلَقَهُ.
قَوْلُهُ: "أغْلَبُ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ" (¬37) أيْ: لِذِى عَقْل، وَاللُّبُّ: الْعَقلُ.
قَوْلُهُ: "مُمَيِّزة" (¬38) المُمَيِّزةُ: هِيَ الَّتى تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَيْض وَالاسْتِحَاضَةِ. مِنْ مَيَّزتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: إذَا فَرَّقْتَ بينَهُمَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬39) يُقَالُ: مِزتُ (¬40) الشَّىْءَ أمِيزُهُ: إذَا عَزَلْتَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (¬41).
قَوْلُهُ: "الْمُحْتَدِمُ الْقَانِىءُ" (¬42) الْمُحْتَدِمُ: الْمُحْمَرُّ، وَاحْتِدَامُ الدَّم: شِدَّةُ حُمْرَتِهِ (¬43). وَيُقَالُ:
¬__________
(¬20) في المهذب 1/ 38 في عبور الحائض المسجد: فَأما العبور فيه فإنها إن استوثقت من نفسها بالشد والتلجم: جاز، لأنه حدث يمنع اللبث في المسجد فلا يمنع العبور كالجنابة.
(¬21) عن الصحاح (عبر) ومثله في اللسان (عبر 2782) وفي العين 2/ 129: عابر سبيل: مار طريق.
(¬22) في المهذب 1/ 39: في الحيض: وغالبه: ست أو سبع لقوله - صلى الله عليه وسلم - لحمنة بنت جحش "تحيض في علم الله ستة أيّام أو سبعة أيّام". والحديث في معالم السنن 1/ 88 وصحيح الترمذي 1/ 396، 397 والنهاية 1/ 469.
(¬23) ع: فتحيض: قال ابن الأثير: أى: عدى نفسك حائضا. النهاية 1/ 469.
(¬24) ع: فيما.
(¬25) ع: أو.
(¬26) معالم السنن 1/ 88، 89 وتحفة الأحوذي 1/ 397.
(¬27) ع: واللفظ يحتمل ظاهره الشك والتخيير.
(¬28) ..............................
(¬29) أيضًا: ليس في ع.
(¬30) في المهذب 1/ 39: يلفق الدم إلى الدم والطهر إلى الطهر، فتكون أيام النقاء طهرًا وأيام الدِّم حيضًا.
(¬31) شقة: ساقط من ع.
(¬32) فتخيطها: تحريف والمثبت من خ والصحاح (لفق) والنقل عنه.
(¬33) خ: ان رأت يومًا. وفي المهذب 1/ 39: إِن رأت الصفرة والكدرة في غير وقت العادة لم يكن حيضًا.
(¬34) في المحكم 6/ 464: والكدرة من الألوان: مانحا نحو السواد والغبرة. وانظر العين 5/ 325، وتهذيب اللغة 10/ 107.
(¬35) في المهذب 1/ 39: في الصفرة والكدرة: وجوده في أيام الحيض أمارة لأنّ الظاهر من حالهما الصِّحَّة والسلامة وإن ذلك دم الجبلة.
(¬36) بكسرتين وتثقيل اللام، كما في المصباح (جبل).
(¬37) هذا القول ليس موجودا في نسخة المهذب المطبوعة.
(¬38) في المهذب 1/ 40: فإن كانت مُبْتَدَأةً مُمَيَّزة. . . فإن حيضها أيام السواد.
(¬39) في الصحاح (ميز).
(¬40) ع ميزت: تحريف.
(¬41) سورة يس آية 59 قال ابن قتيبة: أي انقطعوا عن المؤمنين، وتميزوا منهم، يقال: مزت الشيىء: إذا عزلته عنه. تفسير غريب القرآن 367.
(¬42) في المهذب 1/ 40: في صفة دم الحيض: وهو المحتدم القانئ الذى يضرب إلى السواد.
(¬43) الصحاح (حدم) والمحكم 3/ 198 والمصباح (حدم).

الصفحة 46