كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "إحْدَى دَعَائِمِ الإسْلَامِ" (¬17) هِىَ جَمْعُ دِعَامَةٍ، وَهِىَ عَمُودُ الْبَيْتِ مِنَ الشَّعَرِ الَّذِى يُنْصبُ فِي وَسَطِهِ حَتَّى يَرْتفِعَ وَيَستقِيمَ (¬18) هَذَا أصْلُهُ.
قَوْلُهُ: "يُنْخَسُ بِالسَّيْفِ" أيْ: يُلْكَزُ وَيُنْخَزُ (¬19) يُقَال: نَخَسَهُ بِالْعُودِ يَنْخُسُهُ وَيَنْخسُهُ (¬20) نَخْسًا وَمِنْهُ سُمِّىَ النَّخَّاسُ (¬21).
قَوْلُهُ: "وَالْخبَرُ مُتَأوَّلٌ" (¬22) أيْ: يُرجَعُ فِيهِ إلَى تَأْوِيلٍ، وَهُوَ النَّظَرُ فِيمَا يَؤولُ إلَيْهِ مَعْنَاهُ (¬23)، مُشْتَقَّ مِنْ آل: إِذَا رَجَعَ.
* * *
¬__________
= 2/ 193 وقال القتيبى: رأيا معزوما عليه. تفسير غريب القرآن 283 والصريمة والعزيمة واحد، عن أى الهيثم. ويقال: فلان ماضى الصريمة والعزيمة. انظر اللسان (صرم 2438) و (عزم 2932).
(¬17) أى الصّلاة. انظر المهذب 1/ 51.
(¬18) العين 2/ 60 وتهذيب اللغة 2/ 257، 258 والمحكم 2/ 29 واللسان (دعم 1384).
(¬19) خ يلحز: تحريف.
(¬20) وينخسها بالكسر مثلثة الخاء، كما في المحكم 5/ 51 واللسان (نخس 4376).
(¬21) وهو دلال الدواب. انظر العين 4/ 200 والمحكم 5/ 51 واللسان لمصباح (نخس).
(¬22) في المهذب 1/ 51: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر" والمذهب الأول والخبر متأول.
(¬23) معناه: ليس في ع.
وَمِنْ بَابِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ
الْمَوَاقِيتُ: جَمْعُ مِيقَاتٍ، وَأصْلُهُ: مِوْقَاتٌ، بِالْوَاوِ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ [يَاءً] (¬1) لانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا وَلِهَذَا ظَهَرَتْ فِي الْجَمْعِ، فَقِيلَ: مَوَاقِيتٌ، وَلَمْ يُقَلْ: مَيَاقِيتٌ.
قَولُهُ: "الظِّلُّ الَّذِى (¬2) يَكُونُ لِلشَّخْصِ" (¬3) الشَّخْصُ: سَوَادُ الإنْسَانِ وَغَيْرِهِ، تَرَاهُ مِنْ بَعِيدٍ (¬4) يُقَالُ: ثَلَاثَةُ أشْخُصٍ، وَالْكَثِيرُ: شُخُوصٌ، وَأَشْخَاصٌ (¬5)، وَشَخُصَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ فَهُوَ شَخِيصٌ، أَيْ: جَسِيمٌ (¬6).
قَوْلُهُ: "الْفَىْءُ مِثْلُ الشِّرَاكِ" (¬7) الظِّلُّ يَكُونُ أَوَّلَ النَّهَارِ، الَّذِى تَنْسَخُهُ الشَّمْسُ، أَيْ تُزِيلُهُ وَلَا يُقَالُ لَهُ فَىْءٌ، وَالْفَىْءُ يَكُونُ فِي آخِرِ النَّهَارِ الَّذِى يَنْسَخُ الشمْسُ وَلَا يُقَالُ لَهُ ظِلٌّ (¬8).
قَالَ حَمِيدٌ:
فَلَا الظِّلِّ مِنْ شَمْس الضُّحَى تَسْتَطِعُهُ ... وَلَا الْفَىْءَ مِنْ بَرْدِ الْعَشِىِّ تَذُوقُ (¬9)
¬__________
(¬1) تكملة من اللسان.
(¬2) الذى ليس في ع.
(¬3) في المهذب 1/ 51: أول وقت الظهر إذا زالت الشمس وآخره إذا صار ظل كلّ شيىء مثله غير الظل الذى يكون للشخص عند الزوال.
(¬4) كذا في العين 4/ 165 واللسان (شخص 2211).
(¬5) وَشِخاصٌ، كما في المحكم 5/ 12 واللسان.
(¬6) اللسان (شخص 2212).
(¬7) روى ابن عبّاس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمَّنِى جبريل عند باب البيت مرتين، فصلى بي الظهر في المرة الأولى حين زالت الشمس والفىء مثل الشراك. ." المهذب 1/ 51.
(¬8) ابن السكيت: الظل: ما نسخته الشمس، والفىء: ما نسخ الشمس، وأبو زيد: إنما الفىء ما كان شمسا فنسخها الظل. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة قال: كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فىء وظل. وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل. انظر إصلاح المنطق 320 ونوادر أبي زيد 221 وغريب الخطابى 1/ 184 والمأثور عن أبي العميثل 58 ومجاز القرآن 2/ 76 وجمهرة اللغة 3/ 266 والنهاية 3/ 482 واللسان (فيأ 3495).
(¬9) ديوان حميد بن ثور ص 40 والرواية فيه:
فَلَا الظِلَّ مِنْهَا بالضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ ... وَلَا الفىءَ مِنْهَا بِالعَشِىِّ تَذُوقُ =

الصفحة 52