كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

آنَسَتْ نَبأَةً وَأَفْزَعَهَا الْقَـ ... نَّاصُ عَصْرًا وَقَدْ دَنَا الإمْسَاءُ (¬47)
وَالْعَصْرَانِ: الْغَدَاةُ وَالْعَشِىُّ. وَقِيل. اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ (¬48). ذَكَرَهُ فِي الشَّامِلِ (¬49). وَحُكِىَ عَنْ أَبِى قِلَابَةَ (¬50): إنَّمَا سُمِّىَ الْعَصرُ؛ لأنَّهَا تُعْصَرُ (¬51)، وَالإعْتَامُ: التَّأخِيرُ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَأمَّا الْمَغْرِبُ فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَفْسيِرٍ (¬52).
قَوْلُهُ: "القُنُوتُ فِي الصُّبحِ" (¬53) هُوْ الدُّعَاءُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "قَنَتَ عَلَيْهِمْ شَهْرًا، أَيْ: دَعَا وَيَكُوُن القُنُوتُ أيْضًا: الطَّاعَةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬54) أيْ: مُطعِينَ. وَقَوْلُهُ: {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} (¬55) أَيْ: مُطِيعًا. قَالَ ابْنُ الأنْبَارِىِّ (¬56): القُنُوتُ يَنْقَسِمُ عَلَى أرْبَعَةِ أقْسَامٍ: الصَّلَاةُ، وَطُولُ الْقِيَام، وَإقَامَة الطَّاعَةِ، وَالسُّكُوت. وَمِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بْن أرْقَمَ: "كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأمْسَكْنَا (¬57). وَأمَّا طُولُ الْقِيَامِ، فَمَا رُوِىَ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أفْضَلِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ" أَيْ: الْقِيَامِ (¬58).
قَوْلُهُ (¬59): "لَيْسَ التَّفْرِيطُ فِي النَّوْمِ" التَّفْرِطُ: هُوَ التَّضْيِيعُ وَالتَّقْصِيرُ، قَالَ ابْنُ عَرَفَة (¬60): هُوَ تَرْكُ الشَّىْءِ حَتَّى يَمْضىَ وَقْتُ إمِكَانِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى وقْتٍ يَمْتَنِعُ فِيهِ، يُقَالُ: "فَرَّطَ" بِالتَّشْدِيِد: إذَا قَصَّرَ (¬61)، وَ"فَرَطَ" بالتَّخْفِيفِ: إذَا تَقَدَّمَ (¬62): وَ"أفْرَطَ": إذَا جَاوَزَ الْحَدِّ (¬63).
¬__________
(¬47) شرح القصائد السبع الطوال 442 قال ابن الأنباري. وعصرا معناه عشيًا، وإنَّما سميت الصّلاة عصرا؛ لأنّها في آخر النهار.
(¬48) العين والمحكم وتهذيب اللغة 2/ 13، 14 واللسان (عصر 2968) والمصباح (عصر).
(¬49) ...................................
(¬50) عبد الله بن زيد بن عمرو محدث ثقة توفى سنة 104 هـ ترجمته في أسد الغابة 6/ 385 وطبقات ابن سعد 7/ 183 وتهذيب التهذيب 5/ 224.
(¬51) في تهذيب اللغة 2/ 14: والعصر الحبس وسميت عصرا؛ لأنّها تعصر أى: تحبس عن الأولى. وفي اللسان: الصلاة الوسطى: صلاة العصر وذلك لأنّها بين صلاتى النهار وصلاة الليل والعصر الحبس وسميت عصرا لأنّها تعصر أى تحبس عن الأولى.
(¬52) في العين 1/ 14 والعشاء: أول ظلام الليل. قال ابن سيده: وقيل: هو من صلاة المغرب الى العتمة المحكم 2/ 206، وفى تهذيب اللغة 3/ 59: وصلاة العشاء: هى التى بعد صلاة المغرب ووقتها: حين يغيب الشفق. وعن النضر: العشاء حين يصلي الناس لعتمة.
(¬53) في المهذب 1/ 35: ولا قنوت إلا في الصبح.
(¬54) سورة البقرة آية: 238.
(¬55) سورة النحل آية: 120.
(¬56) في الزاهر 1/ 163.
(¬57) السابق وغريب أبى عبيد 3/ 134 وغريب الخطابى 1/ 691 واللسان (قنت 3747).
(¬58) صحيح مسلم 2/ 175 وغريب الحديث 3/ 133 والزاهر 1/ 164.
(¬59) في المهذب 1/ 53: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس التفرط في النوم إنما التفريط في اليقظة، أن يؤخر الصّلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى" والحديث في تحفة الأحوذى 1/ 527.
(¬60) إبراهيم بن محمّد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة - نفطويه النحوى اللغوى توفى منة 323 هـ. ترجمته في معجم الأدباء 1/ 256 وإنباة الرواة 1/ 178.
(¬61) كذا في المصباح (فرط) واللسان (فرط 3392) والنهاية 3/ 435 ومجاز القرآن 1/ 190، 191.
(¬62) ذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق 67، 68، وغريب أبي عبيد 1/ 44، 45 ومنه حديث "أنا فرطكم على الحوض" والفائق 3/ 97 والنهاية 3/ 434 واللسان (فرط 3389).
(¬63) المصباح (فرط) واللسان (فرط 3391) والنهاية 3/ 434.

الصفحة 55