كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

جَاتَ الإبِلُ رَسَلًا، أَيْ: مُتَتَابِعَةً، قَالَ الأَعْشَى (¬53):
يَسْقِى رِيَاضًا لَهَا (¬54) قَدْ أصْبَحَتْ غَرَضًا (¬55) ... زَوْرًا (¬56) تَجَانَفَ عَنْهَا الْقَوُدُ وَالرَّسَلُ
وَالْقَوْدُ: الْخَيْلُ. والرَّسَلُ: الإبِل الْمُتَتَابِعَة (¬57).
قَوْلُهُ: "حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَىَّ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا: هَلُمَّ، أَيْ: تَعَالَوْا إلَيْهَا، وَأَقْبِلُوا عَلَيْهَا (¬58). وَعَلَى، هَا هُنَا: بِمَعْنَى إلَى، أَيْ: هَلُمَّ إلَى الصَّلَاةِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: "إذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَىَّ هَلًا بِعُمَرَ" (¬59) رَضِىَ الله عَنْهُ (¬60). وَحَىَّ: كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ، وَمَعْنَاهَاْ: هَلُمَّ، وَهَلًا: حَثِيثًا (¬61)، فَجُعِلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَمَعْنَاهُ: إذَا ذُكِرُوا: فَهَاتِ وَعَجِّلْ بِعُمَرَ. وَذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬62) فِيهَا لُغاتٍ: حَيَّهَلَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَحَيَّهَلَا، بِألِفٍ مَزيدَةٍ، قَالَ (¬63).
بِحَيَّهَلَا يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ ... أمَامَ الْمَطَايَا سَيْرُهَا الْمُتَقَاذِفُ
وَحَيَّهَلًا بِالتَنْوينِ لِلتَّنْكِيرِ، وَحَيَهَلَا بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ (¬64)، وَحَيَّهْلَ بِالتَّشْدِيدِ وَإسْكَانِ الْهَاءِ، وَعُلِّلَ بِاسْتِثْقَال تَوَالِى الْحَرَكَاتِ، وَاسْتَدْرِكَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الصَّوَابُ: حَيَهْلَ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، وَأنَّ هَذَا التَّعْلِيلَ إنَّمَا يَصِحُّ فِيهِ لَا فِي الْمُشَدَّدِ، وَتَلْحَقُهُ (¬65) كَافُ الْخِطَاب، فَيُقَالُ: حَيَّهَلَكَ الثَّرِيدُ. وَسَمِعَ أَبُو مَهْدِيَّةَ الأعْرَابِىُّ رَجُلًا يَقْولُ لِصَاحِبهِ "زُود"، فَسَأَلَ عَنْهُ فَتُرْجِمَ بِـ"عَجِّلْ" (66) فَقَالَ (¬66): أفَلَا [يَقُولُ] (¬67) حَيَّهَلَكَ (¬68) وَيُقَالُ: "فَحَىَّ بُعُمَرَ".
قَوْلُهُ: "الحَيْعَلة" (¬69) حِكَايَةُ قَوْلِهِ: حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ (¬70)، قَالَ الشَّاعِرُ (¬71):
ألَّا رُبَّ طَيفٍ مِنْكِ (¬72) بَاتَ مُعَانِقِى ... إلَى أن دَعَا دَاعِى (¬73) الفلَاحِ فَحَيْعَلَا
وَنَظِيُرُهَا فِي الْكَلَامِ الْبَسْمَلَةُ وَالْحَوْلَقَةُ، وَيُقَالُ: الْحَوْلَقَةُ: إذَا قَالَ: بِسْمِ اللهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ وَكَذَلِكَ (¬74) بَسْمَلَ، وَحَوْقَلَ (¬75): إذَا قَالَ ذَلِكَ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬76):
لَقَدْ بَسْمَلَت لَيْلَى غَدَاةَ لَقِيتُها ... فَيَاحَبَّذَا (¬77) ذَاك الْحَبيبُ (¬78) الْمُبَسْمِلُ
¬__________
(¬53) ديوانه 109 وروايته: يَسْقِى دِيَارا لَهَا قَدْ أّصْبَحَتْ عُزُبًا ... . . . . . . . . . . . .
(¬54) خ: ديارًا لنا. كما في الزاهر 1/ 127.
(¬55) خ عزبا كا في الديوان.
(¬56) خ: مما تجانف. والزاهر: زوراء أجنف.
(¬57) الزاهر 1/ 127 واللسان (رسل 1643).
(¬58) الزاهر 1/ 130.
(¬59) في الزاهر: وفي حديث ابن مسعود. وانظر الحديث في الفائق 1/ 342، والنهاية 1/ 472 وغريب ابن الجوزى 1/ 258.
(¬60) رضى الله عنه ليس في خ.
(¬61) في تهذيب اللغة 5/ 282: حى: حث ودعاء، وحى هلا: أعجل. وقال الخطابى: حى هلا: كلمة حث واستعجال غريب الحديث 1/ 438 وكذا في النهاية 1/ 472 واللسان (حى 1082).
(¬62) الفائق 1/ 342.
(¬63) النابغة الجعدى ملحق ديوانه 247 وفى اللسان (حيى) لمزاحم. وفي (قذف) للنابغة الجعدى وفي التهذيب من غير نسبة، وفي الكتاب 3/ 300 للنابغة الجعدى، وكذلك في الخزانة 8/ 269 وقال ابن المستوفى: إنَّه لمزاحم العقيلى.
(¬64) ع: اللام والمثبت من خ والفائق.
(¬65) خ: ويلحق والمثبت من ع والفائق.
(¬66) ساقط من خ.
(¬67) تكملة من التهذيب واللسان والفائق.
(¬68) المعرب 9، 176 وتهذيب اللغة 5/ 283 واللسان (حيى 1082).
(¬69) في المهذب 1/ 56: فإن كان في أذان الصبح زاد فيه التثويب، وهو أن يقول بعد الحيعلة: الصلاة خير من النوم مرتين.
(¬70) الزاهر 1/ 104 والعين 1/ 68 وتهذيب اللغة 1/ 55 والفاخر 33 إصلاح المنطق 303 والمقاييس 1/ 328.
(¬71) منك ساقط من خ. ومن غير نسبة في الحين والزاهر والصحاح (عنق).
(¬72) ع: الصباح والمثبت من خ والحين وفي الزاهر: الصلاة.
(¬73) رواية العين: بات منك. داعى الفلاح.
(¬74) ع: وكذا.
(¬75) خ: وحولق.
(¬76) عمر بن أبي ربيعة ديوانه 177.
(¬77) خ: ألا.
(¬78): الحديث: تحريف.

الصفحة 59