كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فِي قبةِ حَمْرَاءَ" (¬119) الْقُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبِنَاءِ مُدَوَّرٌ. وَحَمْرَاءُ: مِنْ أدَمٍ أحْمَرَ.
قَوْلُهُ: "يَتَرسَّلُ" (¬120) التَّرَسُّلُ وَالتَرْتِيلُ: وَاحِدٌ، وَهُوَ: تَرْكُ الْعَجَلَةِ (¬121)، يُقَالُ: تَرَسَّلَ فِي كَلَامِهِ وَمَشْيِهِ: إِذَا لَمْ يَجْفِلْ (¬122)، وَحَقِيقَةُ التَّرَسُّلِ: تَطَلُّبُ الهِينَةِ وَالسُّكُونِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَى رِسْلِك (¬123).
قَوْلُهُ: "وَيُدْرِجُ الإقَامَةَ" أَيْ: يُخَفِّفُهَا وَيُسْرِعُ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: لَيْسَ بِعُشِّكِ فَادْرُجى (¬124) يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْمُطْمَئِنِّ فِي غيْرِ وَقْتِهِ (¬125)، فيؤْمَرُ بِالجِدِّ وَالتَّخْفِيفِ (¬126). وَأَصْلُ الادْرَاجِ: الطَّرُّ، يُقَالُ: أدْرَجْتُ الْكِتَابَ وَالثَّوْبَ وَدَرَجْتُهُمَا إدْرَاجًا وَدَرْجًا (¬127) إِذَا طَوَيْتَهُمَا (¬128).
قَوْلُهُ: "فَاحْذِمْ" (¬129) الحَذمُ: نَحْوَ الْحَذرِ، وَهُوَ السُّرْعَةُ وَقَطعُ التَّطْوِيِلِ، وَأَصْلُهُ: الإسْرَاعُ فِي الْمَشْىِ، يُقَالُ: مَرَّ يَحْذِمُ، وَيُقَالُ لِلْأرْنب: حُذَمَةً (¬130) لُزَمَةً تَسْبِقُ الْجَمْعَ بالأكَمَةِ.
قَوْلُهُ: " (¬131) يُغْفَرُ لِلْمُؤَمِنِ مَدَى صَوْتِهِ" الْمَدَى: الْغَايَةُ لِكُلِّ شَىْءٍ، وَمَعْنَاهُ: يَستكْمِلُ مَغْفِرَةَ اللهِ إِذَا اسْتَوْفَى وُسْعَهُ في رَفْع صَوْتِهِ فَيَبْلُغٍ الْغَايَةَ مِنَ الْمَغفِرَةِ. وَيُقَالُ: إنَّهُ تَمْثِيلٌ، أَيْ: لَوْ كانَتْ لَهُ ذُنُوبٌ تَمْلأُ مَا بَيْنَهُ وَبَينَ مَبْلَغ صَوْتِهِ مِنَ المَسَافَةِ غفرَهَا الله لَهُ.
قَالَ الشَّيِخُ أبو إسْحَاقَ فِي التَّبْصِرَةِ (¬132): تَأوِيلُهُ: أَنَّهُ يُوْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِجِلَّاتٍ مِمَّا يُكْتَبُ عَلَيْهِ، كُلُّ سِجِلٌّ مَدُّ الْبَصَرِ، فَيَغْفَرُ لَهُ مِنْهَا مَدَى صَوْتِهِ "وَاللهُ أَعْلَمُ" (¬133).
قَوْلُهُ (¬134): "أَمَا خَشِيتَ أن تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤكَ" الْمُريطَاءُ: مَا بينَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ (¬135). وَقِيلَ: هِىَ جِلْدَةً (¬136) رَقِيقَةً فِي الْجَوْفِ (¬137). وَهِىَ فِي الأصْلِ مُصَغَّرَةُ مَرْطَاءَ (¬138)، وَهِىَ الْمَلْسَاءُ، مِنْ قَوْلِهِمْ لِلَّذِى لَا شَعَرَ عَلَيْهِ: أمْرَطُ قَالَ الأصْمَعِىُّ: هِىَ مَمْدُودَةٌ، وَقَالَ الأحْمَرُ: هِىَ مَقْصُورَةٌ، وَقَالَ أبُو عَمْرٍو: تُمَدُّ وتُقْصَرُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: المَحْفُوظُ: قَوْلُ الأصْمَعِىِّ. وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهَا إِلَّا مُصَغَّرةً كَالثُّريَّا، وَالقُصَيْرَى مِنَ الْأضْلَاع وَالْحُميَّا (¬139) فِي أشْبَاهٍ لِهَذَا "كَثِيرَةٍ" (¬140).
¬__________
(¬119) روى أبو جحيفة: رأيت بلالًا واصبعاه في صماخى أذنيه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة حمراء. المهذب 1/ 58.
(¬120) في المهذب 1/ 58: والمستحب أن يترسل في الأذان ويدرج الإقامة.
(¬121) روى عن مجاهد (ر) أنه قال: الترتيل: الترسل وكلاهما: التمكين والتحقيق والتمهل في النطق. وانظر تهذيب اللغة 12/ 394، 14/ 268، والنهاية 2/ 223.
(¬122) يسرع ويعجل وفي خ يعجل.
(¬123) الفائق 2/ 56.
(¬124) فصل المقال 403: ليس هذا بعشك فادرجى، والفائق 4/ 130 ليس أوان عشك، وانظر النهاية 2/ 111 واللسان (درج 1352).
(¬125) ع: موضحه، والمثبت من خ والنهاية واللسان.
(¬126) في النهاية واللسان: والحركة، وفي فصل المقال: والخفوف.
(¬127) خ: ودروجا: تحريف.
(¬128) اللسان والمصابح (درج).
(¬129) في المهذب 1/ 58 عن عمر (ر) قال: "إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم" والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 245 والفائق 2/ 56 والنهاية 1/ 357.
(¬130) النص عن الفائق وفيه: حذمة حُذمة والمثبت هنا مثله في تهذيب اللغة 4/ 475 واللسان (حذم 813).
(¬131) في المهذب 1/ 58 قال - صلى الله عليه وسلم - "يغفر للمؤذن مدى صوته ويشهد له كلّ رطب ويابس".
(¬132) ..........................
(¬133) ما بين القوسين من ع.
(¬134) في المهذب 1/ 58: روى أن عمر (ر) سمع أبا محذورة وقد رفع صوته فقال له: "أمّا خشيت أن تنشق مريطاؤك؟! " والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 298 والفائق 3/ 359 وغريب ابن الجوزى 2/ 353 والنهاية 4/ 320.
(¬135) غريب أبي عبيد، والنهاية.
(¬136) خ: جليدة وفي الفائق: جلدة ومثله في اللسان (مرط).
(¬137) الفائق 3/ 359.
(¬138) مرطاء: ساقط من ع والمثبت من خ والفائق والنهاية واللسان.
(¬139) عن غريب أبي عبيد 3/ 268 والنص مضطرب في ع والمثبت من خ تبعا لأبي عبيد. وانظر تهذيب اللغة 13/ 345 واللسان (مرط 4183).
(¬140) خ: كثير.

الصفحة 62