كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "الصَّلَاةُ الْقَائِمَةُ، وَقَدْ قامَت الصَّلَاةُ (¬158) مَعْنَاهُ: الدَّائِمَةُ؛ وقَدْ دَامَتْ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ أَيْ: أدِيمُوهَا لِأوْقَاتِهَا، قَالَ (¬159):
أقَامَتْ غَزَالَةُ سُوقَ الْجِلَادِ ... لِأهْلِ الْعِرَاقَيْنِ حَوْلًا قَمِيطًا
الدَّعْوَةُ التَّامَّةُ: الَّتى ذُكِرَ فِيهَا اللهُ وَرَسُولُهُ جَمِيعًا.
قَوْلُهُ: "آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ (161) " هُوَ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ. وَالْجَمْعُ: الوُسُلُ (¬160)، وَالْوَسَائِلُ، يُقَالُ: "وَسَلَ فلَانٌ إلَى رَبَّهِ وَسِيلَةً (¬161): إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِعَمَلٍ، وَمَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} (¬162) أَيْ: الْقُرْبَةَ (¬163) هوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ: هُوَ الشَّفَاعَةُ بِإِجْمَاع الْمُفَسِّرِين (¬164)؛ لِأنَّهُ يَحُمَدُهُ عَلَيْهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُون.
قَوْلُهُ: "لَمْ يُرْزَقُ الْمُؤَذِّنُ" (¬165) أَيْ: (لَمْ (¬166) يُجْعَلْ لَهُ رِزْق رَاتِبٌ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬167):
. . . . . . . . . . . . ... (¬168) دَرَّتْ بِأرْزَاقِ الْعُفَاةِ مَغَالِقُ.
وَهِىَ أَرْزَاقُ الْجُنْدِ، وَمَا يُكْتَبُ لَهُمْ (¬169) في دِيوَانِ السُّلْطانِ (¬170).
* * *
¬__________
(¬158) في المهذب 1/ 59: في الدعاء عند الأذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته.
(¬159) أيمن بن خريم، كما في اللسان (غزل 2253، قمط 3739) ويروى: عاما قميطا، وسوق الضراب والقميط: الكامل وانظر غريب الخطابى 3/ 202.
(¬160) نقله عن اللسان (وسل 4837) عن الصحاح (وسل) والذى في الصحاح: والجمع: الوسيل والجوهرى ينقل عن الفارابى وفي ديوان الأدب 3/ 237: والوسيل: جمع وسيلة. والتحريف في اللسان، ونقله المصنف تبعا له. وقال الفيومى: والوسيل: قيل جمع وسيلة وقيل: لغة فيها.
(¬161) ساقط من خ.
(¬162) سورة المائدة آية 35.
(¬163) مجاز القرآن 1/ 164 وتفسير غريب القرآن 143.
(¬164) انظر الكشاف 1/ 195، 196.
(¬165) خ: المؤذنين: تحريف، وفي المهذب 1/ 59: وإذا وجد من يتطوع بالأذان لم يرزق المؤذن من بيت المال.
(¬166) لم: ليس في خ.
(¬167) لم أهتد لهذا البيت ولا لقائله.
(¬168) ع: كرت.
(¬169) ع: له.
(¬170) ع: السلطنة.
وَمِنْ بَابِ طَهَارَةِ البَدَنِ
قَوْلُهُ (¬1): "لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغيْرِ طُهُورٍ وَلَا صَدَقَةٍ مِنْ غُلُولٍ" طُهُور: بالضَّمِّ، وَأَمَّا "غُلُول" فَيُرْوَى بِضَمِّ الْغَيْنِ؛ وَفَتْحِهَا، فَمَنْ ضَمَّ، فَهُوَ مصْدَرُ غَلَّ يَغُلٌّ غُلُولًا: إِذَا خَانَ في الْمَغْنَمِ (¬2)، وَسَرَقَ مِنْهُ ثُمَّ تّصَدَّقَ بِهِ (¬3)، فَإْنَّهُ لَا تُقْبَل صَدَقَتُهُ. وَمَنْ. فَتَحَ، فَمَعْنَاه: مِنْ غَالٍّ، أَيْ: مِنْ (¬4) خَائنٍ. وَأصْلُهُ: مِنْ غَلَّ الْجَزَّارُ الشَّاةَ: إِذَا أَسَاءَ (¬5) سَلْخَهَا، فَيَبْقَى عَلَى الْجِلْدِ لَحْمٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬6) أَيْ: يَخُونَ. وَمَنْ قَرَأ {يُغلُّ} أَيْ: يَخُوَّنُ وَيُتَّهَمُ.
قَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّم: "تَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْر مِنهُ" (¬7) تَنَزَّهُوا، أَيْ: تَبَاعَدُوا
¬__________
(¬1) في المهذب 1/ 59: الطهارة عن الحدث شرط في صحة الصلاة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -. . الحديث وانظر صحيح مسلم 1/ 204 والترمذي 1/ 8 وابن ماجة 1/ 100.
(¬2) كذا في إصلاح المنطق 265، 266 وغريب أبي عبيد 1/ 200 والزاهر 1/ 469 وانظر مجاز القرآن 1/ 107 ومعانى الفراء 1/ 246.
(¬3) به: ساقط من ع.
(¬4) من: ليس في ع.
(¬5) ع: ساء: تحريف.
(¬6) سورة آل عمران آية 161.
(¬7) المهذب 1/ 60.

الصفحة 64