كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

مِنْهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَزَّهُ عَن الأقْذَارِ، وَيُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَنْهَا، أَيْ: يُبَاعِدُ نَفْسَهُ عَنْهَا (¬8). وَالنَّزَاهَةُ الْبُعْدُ مِنَ (¬9) السُّوءِ (¬10). وَنُزْهُ الْفَلَاةِ: مَا تَبَاعَدَ مِنْهَا مِنَ الْمِيَاهِ وَالْأرْيَافِ. قَالَ الْهُذَلِىٌّ (¬11):
أَقَبَّ رَبَاعٍ (¬12) بِنُزْهِ الْفَلَاةِ ... لَا يَرِدُ الْمَاءَ إِلَّا انْتِيَابًا (¬13)
وَإِنَّ فُلَانًا لَنَزِيهٌ كَرِيمٌ: إِذَا كَانَ بَعِيدًا عَنِ اللُّؤْمِ، وَهَذَا مَكَانٌ نَزِيهٌ، أَى خَلَاءٌ بَعيدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ فِيهِ أحَدٌ (¬14).
وَقَوْلُهُ "عَامَّةُ عَذَابِ الْقَبْرِ" أَيْ: جَمِيعُهُ، يُقَالُ: عَمَّ الشَّيْىءُ يَعُمُّ عُمُومًا: إِذَا شَمِلَ الْجَمَاعَةَ وَيُقَالُ (¬15): عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ.
قَوْلُهُ: "فَعُفِىَ عَنْهُ (16) - لِأنَّهُ يَشُقُّ الْاحْتِرَازُ مِنْهُ" (¬16) مَعْنَى "يُعْفَى عَنْهَا" (¬17) أَيْ: يُمْحَى ذَنْبُهَا وَيُتركُ الْمُطَالَبَةُ بِعُهْدَتِهَا وَحِسَابِهَا. يُقَالُ: عَفَوْتُ عَن فُلَانٍ: إِذَا تَرَكْتَ مُطَالَبَتَهُ بِمَا عَلَيهِ مِنَ الْحَقِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانْهُ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (¬18) أَيْ: الْتَّارِكِينَ مَظَالِمَهُمْ عِنْدَهُمْ، لَا يُطَالِبُونَهُمْ بِهَا. وَأصْلُهُ: مِنْ عَفَتِ الرِّيحُ الأثَرَ: إِذَا مَحَتْهُ. قَالَ زهَيرٌ" (¬19):
. . . . . . . . . . . ... عَفَتْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ وَالسَّمَاءُ
وَالاحْتِرَازُ: هُوَ التَّوَقِّى لِلشَّيْىءِ وَتَجَنبهُ: افْتِعَال مِنَ الحِرْزِ، كَأنَّ الْمُتَوَفِّى مِنَ النَّجَاسَةِ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فِي حِزْني مِنْهَا.
قَوْلُهُ (¬20): "مِنْ حَرَجٍ" أَيْ (¬21): مِنْ ضِيقٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا} (¬22) يُقَالُ: مَكَان حَرَجٌ وَحَرِجٌ (¬23)، أَيْ: ضَيِّقٌ.
كَثِيرُ الشَّجَرِ، لَا تَصِلُ إِلَيْهِ الرَّاعِيَةُ (¬24)، وَقدْ قُرِىَ بِهِمَا (¬25) (وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ وَالْوَحِدِ وَالْوَحَدِ وَالْفَرَدِ وَالْفَرِدِ، والْدَّنَفِ وَالدَّنِفِ، فِي مَعْنَى وَاحِدِ (¬26)) (¬27) وَقَدْ حَرِجَ صَدْرُهُ يَخرَجُ حَرَجًا. وَالْحَرَجُ أيْضًا: الإِثمُ (¬28).
قَوْلُهُ: "الْقَدْرُ الَّذِى يَتَعَافَاهُ النَّاسُ" (¬29) أَيْ: يَعُدُّونَهُ عَفْوًا، وَقَدْ عُفِىَ لَهُمْ عَنْهُ، وَلَمْ يُكَلَّفُوا
¬__________
(¬8) يباعدها.
(¬9) خ: عن.
(¬10) أبو عبيد: أراد بالنزاهة البعد من ذلك، ثمّ كثر استعمال النزاهة في كلامهم حتى جعلوها في البساتين والخضر، ومعناه راجع إلى ذلك الأصل. غرب الحدث 3/ 81، 400 وانظر الزاهر 1/ 326 والفائق 3/ 76 والنهاية 5/ 43. وإصلاح المنطق 287 وأدب الكاتب 38، 39 والمحكم 4/ 169.
(¬11) أسامة بن حبيب الهذلى كما في المحكم 4/ 169 واللسان (نزه 4401).
(¬12) خ: طريد والبيت في إصلاح المنطق 287.
(¬13) في إصلاح المنطق والمحكم واللسان (ائتيابا) قال ابن سيده ويروى "انتيابا" وذكره في اللسان.
(¬14) إصلاح المنطق 287.
(¬15) خ: يقال.
(¬16) خ عنها، ومنها في المهذب 1/ 60: دم القمل والبراغيث وما أشبهما يعفى عن قليله لأنه يشق الاحتياز منه.
(¬17) من قوله في المهذب: نجاسة لا يشق الاحتراز منها فلم يعف عنها.
(¬18) سورة آل عمران آية 134.
(¬19) ديوانه 56 وصدره: فَذُو هَاشٍ فَمِيثُ عُرَبِتْنَاتٍ ... . . . . . . . . . . .
(¬20) في المهذب 1/ 60: قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [سورة الحج: 78].
(¬21) ليس في خ.
(¬22) سورة الأنعام آية 125.
(¬23) ابن السكيت: حَرج وَحَرِجَ، وبكل قرأت القراء إصلاح المنطق 100 ومعانى القرآن للفراء 1/ 353 ومعانى القرآن للزجاج 2/ 318، 319.
(¬24) معانى القرآن للفراء 1/ 353 وللزجاج 2/ 319 والكشف 1/ 450،451 وتهذيب اللغة 4/ 137.
(¬25) السابق، ومعانى الفراء 1/ 352 والكشف 1/ 450 والسبعة لابن مجاهد 268 وتقريب النشر 112.
(¬26) الفراء في معانى القرآن 1/ 354 ونقله في تهذيب اللغة 4/ 137 واللسان (حرج).
(¬27) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬28) العين 3/ 76 والمحكم 3/ 50.
(¬29) المهذب 1/ 60 في =

الصفحة 65