كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

غَسْلَهُ؛ لِعَجْزِهِمْ عَنْ تَوَقِّ يهِ وَالتحَفظِ عَنْهُ، وَأصْلُ الْعَفْوِ: الصَّفْحُ وَالْمَحْوُ.
وَقَوْلُهُ (¬30): "لَا يَخْلُو مِنْ بَثْرَةٍ وَحِكةٍ" أَىْ: نَفِطَةٍ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ (¬31). وَالْبُثُورُ: خُرَّاجٌ (¬32) صِغَارٌ وَالْوَاحِدَةُ: بَثْرَةٌ، وَقَدْ بَثَرَ جِلْدُهُ: تَنَفَّطَ. وَقَدْ بَثَرَ وَجْهُهُ يَبْثُرُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بَثَرَ؛ وَبَثِرَ (¬33) وَبَثُر بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ (¬34).
قَوْلُه: "وَالْتَحَمَ" (¬35) أَىْ: التَصَقَ، لاحْمَتُ الشِّيْىءَ بِالشَّيْىءِ: إِذا ألْصَقْتَهُ بِهِ، وَحَبْلٌ مُلَاحَمٌ (¬36): مَشْدُودُ الْفَتْلِ وَالْمُلْحَمُ (¬37): الْمُلْصَقُ بِالْقَوْمِ، قَالَهُ (¬38) الأصْمَعِىُّ (¬39).
قَوْلُهُ: "فِى مَعْدَنِهَا" (¬40) أَيْ: مَكَانِهَا الَّذِى لَا تَزَالُ مُقِيمَةً فِيِهِ. يُقَالُ: عَدَنَت الإِبِلُ مَكَانَ كَذَا، لَزِمَتْهُ وَمِنْهُ {جَنَّاتِ عَدْنٍ} (¬40) أئ: جَنَّاتِ إِقَامَةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬41) فِيه أقْوَالٌ لِلْمُفَسِّرِين: قَال ابْنُ سِيرين: اغْسِلْهَا بِالْمَاءِ (¬42) وَقَالَ الْفَرَّاءُ (¬43): أصْلِحْ عَمَلَكَ. وَقِيلَ: طَهِّرْ قَلْبَكَ (¬44)، فَكَنِّى بِالثِّيَابِ عَنْهُ.
قَالَ عَنْتَرَةُ (¬45):
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الطَّوِيلِ ثِيَابَهُ (¬46) ... . . . . . . . . . . .
أَىْ: قَلْبَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: لَا تَكُنْ غَادِرًا؛ لِأنَّ الْغَادِرَ دَنِسُ الثِّيَابِ. وَقِيلَ: قَصِّرْ ثِيَابَكَ (¬47).
قَوْلُهُ: "فِيهَا حُشٌّ" (¬48) أرَادَ: الْكَنِيفَ، وَأصْلُهُ: النَّخْلُ الْمُجْتَمِعُ. وَقَدْ ذُكِرَ.
قَوْلُهُ: "سَبْعَةُ (¬49) مَوَاطِنَ لَا تَجُوزُ فِيهَا الصَّلَاةُ: الْمَجْزَرَةُ؛ وَالْمَزْبَلَةُ؛ وَالْمَقْبَرَةُ؛ وَمَعَاطِنُ (¬50) الإبِلِ؛ (¬51) وَالْحَمَّامُ؛ وَقَارِعَةُ الطَّرِيقِ؛ وَفَوْقَ بَيْتِ اللهِ الْعَتِيقِ".
فَأَمَّا "الْمَجْزَرَةُ" بِفَتْحِ المِيمِ فَمَعْرُوفَة، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى تُنْحَرُ فِيهِ الإْبِلُ وَتُذْبَحُ الشَّاءُ وَالْبَقَرُ. وَالْمَزْبَلَةُ مَوْضِعُ الزِّبْلِ، وَهُوَ الْعَذِرَةُ: بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْبَاءِ: اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ (¬52) وقَدْ تُضَمُّ الْبَاءُ أيْضًا كَالْمَفْخَرَةِ (¬53) وَالْمَزْرَعَةِ وَالْمَصْنَعَةِ بِفَتْحِ عَيْنِهَا وَتُضَمُّ وَالْفَتْحُ أفْصَحُ (¬54) وَالْمَقْبَرَةُ: فِيهَا لُغَتَان فَصِيحَتَانِ: فَتْحُ الْبَاءِ وَضَمُّهَا،
¬__________
= دم غير البراغيث والقمل: يعفى عن قليله وهو القدر الذى يتعافاه النَّاس فى الغالب لأنّ الإنسان لا يخلو من بثرة وحكمة.
(¬30) ع: قوله.
(¬31) نفطه وزان كلمة واحدة النفط كالكلم وهو الجدرى.
(¬32) خراج كغراب واحدته خراجة.
(¬33) الدرر المبثثة 77 والقاموس والمصباح (بكر).
(¬34) خ: الضم والفتح والكسر. وليس بدقيق فى ترتيب اللغات.
(¬35) ع: التحم وفى المهذب 1/ 60: وإن فتح موضعا من بدنه والتحم وجب فتحه وإخراجه كالعظم.
(¬36) تهذيب اللغة 5/ 105 والمحكم 3/ 282 واللسان (لحم 4012).
(¬37) ع: الملتحم: تحريف.
(¬38) خ: عن الأصمعى.
(¬39) تهذيب اللغة 5/ 105.
(¬40) لأن النجاسة حصلت فى معدنها. المهذب 1/ 61.
(¬40) سورة التوبة 72. وانظر مجاز القرآن 1/ 263، 264.
(¬41) سورة المدثر آية 4.
(¬42) تفسير القرطبى 19/ 62.
(¬43) فى معانى القرآن 3/ 200.
(¬44) تفسير القرطبى 19/ 62 والمحكم 4/ 176 واللسان (طهر 2713).
(¬45) ليس فى خ.
(¬46) ديوانه 102 والرواية: فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم.
(¬47) معانى الفراء 3/ 200 وتفسر غريب القرآن 495 والطبرى 29/ 91 والمحكم واللسان.
(¬48) هذا القول ليس فى هذا الموضع من المهذب.
(¬49) خ: قوله فى السبعة ذكره المجزرة. . . . وفى المهذب 61/ 1، 62 روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: سبعة مواطن لا تجوز فيها الصلاة. . . . وانظر الحديث فى صحيح الترمذى 2/ 144 وسنن ابن ماجه 1/ 253.
(¬50) خ: وأعطان الإبل.
(¬51) خ هنا: ومراح الغنم.
(¬52) كذا فى المصباح وتهذيب الأسماء واللغات (زبل).
(¬53) ع: كالمعجزة تحريف.
(¬54) إصلاح المنطق 119 وأدب الكاتب 558، 559.

الصفحة 66