كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

يُقَالُ: أوْمَيْتُ (¬74)، وَوَمَأْت إِلَيْهِ [وَمْأٌ] (¬75) لُغَة (¬76)، قَالَ (¬77):
. . . . . . . . . . . ... فَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤُهَا بِالْحَوَاجِبِ
قَوْلُهُ: "فَأرَةٌ" (¬78) بِالْهَمْزِ: الدَّابَّة الْمَعْرُوفَة. وَفَارَةُ الْمِسْكِ: غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ (¬79) وَهِىَ النَّافِجَةُ.
قال (¬80): "فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ".
(قَوْلُهُ) (¬81): "دَمَ حَلَمَةٍ" (¬82) بِفَتْح اللَّامِ: هِىَ الْقُرَادُ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ (¬83)، قَالَ الأصْمَعِىُّ (¬84): أَوَّلُهُ: قَمْقَامَةٌ إِذَا كَانَ صَغِيرًا جِدًّا، ثُم حَمْنَانَةٌ، ثُم قُرَادٌ، ثُم حَلَمَة، ثُم عَلٌّ (¬85) وَطِلْحٌ (¬86).
قَوْلُهُ: "تَكَرَّرَ فِيهَا النَّبْشُ" (¬87): هُوَ إِثَارَةُ (¬88) التُّرابِ وَإِخْرَاجُ الْمَوْتَى. يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي إِخْرَاجِ الْمَوْتَى (¬89). وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِهِ. وَلَا يُقَالُ (¬90): نَبَشْتُ الْمَاءَ وَلَا نَبَشْتُ الْبِئْرَ، بَلْ يُقَالُ: حَفَرْتُ وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ. يُقَالُ: نَبَشَ يَنْبُشُ بِالضَّمِّ، وَلَا يُقَالُ بِالْكَسْرِ (¬91).
قَوْلُهُ: "قَد اخْتَلَطَ بِالْأرْض (¬92) صَدِيدُ الْمَؤْتَى" قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬93): الْعَرَبُ تُسَمِّى الدَّمَ وَالْقَيحَ: صَدِيدًا، وَمِنْهُ قَوْلُ أبِى بَكر الْصِّدِّيق، (رَضيَ الله عَنهُ) (¬94): "ادْفِنُونِى فِي ثَوْبِيَّ هَذَيْنِ فَإنَّهُمَا لِلْمُهْلِ وَالصَّدِيد" (¬95). وَأمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} (¬96) فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَا (¬97) يَسِيلُ مِنْ أجْسَامِ أهْلِ النَّارِ مِنَ الدَّمِ، وَالقَيْحِ (¬98). وَقِيلَ: بَل الْحَمِيم أُغْلِىَ حَتَّى خَثُرَ (¬99).
قَوْلُهُ (¬100): "لِأنَّهُ مَأوَى الشَّيَاطِين لِمَا يُكْشَفُ فِيهِ مِنَ الْعَوْرَاتِ" الْمَأوَى: مَوْضِعُ الْأوِىِّ وَالْمَبيتِ بِالَّليْلِ، وَذَلِكَ أنَّ الشَّيَاطِينَ إنَّمَا تَكْثُرُ وَتَأوِى فِي الْمَوَاضِع الْخَبِيثَةِ، كَبُيُوتِ الْخَمْرِ وَالْكُنُفِ وَحَيْثُ لَا يُذْكَرُ اللهُ وَلا يُعْبَدُ. وَمَأوِى الإْبِلِ: بِكَسْرِ الْوَاوِ، فِي مَأوِى الإْبِلِ خَاصَّةً وَهُوَ شَاذٌ (¬101).
¬__________
(¬74) إصلاح المنطق 148وقال ابن قتيبة: وقد روى أيضًا: أومأت إلى فلان وأوميت. أدب الكاتب 476.
(¬75) ع: إماء، وخ: وأما تحريف والمثبت من أفعال السرقسطى 4/ 225 والصحاح والمصباح (وما) واللسان (وما 4926).
(¬76) فعلت وأفعلت للزجاج 94، 95 وديوان الآب 4/ 214 وأفعال السرقسطى 4/ 225 وأدب الكاتب 433.
(¬77) في اللسان: أنشد القنافى: فَقُلْتُ السَّلَام فَاتَّقَتْ مِنْ أمِيرِهَا ... . . . . . . . . . . .
وانظر التاج (ومأ) والتنبيه والإيضاح 1/ 34.
(¬78) في المهذب 1/ 62: لو توضأ من بئر وصلى ثمّ وجد في البئر فأرة. . . . .
(¬79) عن الصحاح (فأر) غير أن الفارابى أوردها مهموزة وغير مهموزة في النوعين. ديوان الأدب 4/ 144، 148 وأيده في اللسان (فأر 3334) والمصباح (فأر).
(¬80) منظور بن مرثد الأسدى كما في خزانة الأدب 7/ 472 واللسان (زكك 1848) وقبله *كَأنَّ بَيْنَ فَكَّهَا وَالْفَكِّ*.
(¬81) قوله: ليس في خ.
(¬82) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه في الصلاة وخلع الناس نعالهم، فقال: مالكم خلعتم نعالكم، فقالوا: رأيناك خلعت نَعْلَيْكَ فخلعنا نِعَالنا، فقال: أتانى جبريل (ع) فأخبرنى أن فيهما قذرا وقال: دم حلمة. المهذب 1/ 62.
(¬83) في العين 3/ 247: والحلمة والجميع الحلم: ما عظم من القراد، وكذا في تهذب اللغة 5/ 107 وانظر المحكم 3/ 276.
(¬84) ذكره أبو عبيد في غريبه 3/ 220 ونصه: يقال للقراد أصغر ما يكون قمقامة فإذا كبرت فهى حمنانة، فإذا عظمت فهى حلمة وجمع هذا كله: قمقام وحمنان وحلم. واللسان (حلم 980) وانظر الفائق 3/ 183.
(¬85) العين 1/ 100 وتهذيب اللغة 1/ 107 والمحكم 1/ 45 واللسان (علل 3080).
(¬86) العين 3/ 169 تهذب اللغة 4/ 385 والمحكم 3/ 177.
(¬87) في المهذب 1/ 63: فإن صلى في مقبرة تكرر فيها النبش لم تصح صلاته؛ لأنه قد اختلط بالأرض صديد الموتى.
(¬88) خ أثار.
(¬89) خ: الميِّت.
(¬90) خ: لا يقال.
(¬91) أنظر العين 6/ 269 وتهذيب اللغة 11/ 380 ونوادر أبي زيد 156 وديوان الأدب 2/ 116 وأفعال السرقسطى 3/ 201 والصحاح والمصباح (نبش) واللسان (نبش 4324).
(¬92) قد اختلط بالأرض زيادة من خ.
(¬93) في الغربيين 2/ 141.
(¬94) ما بين القوسين: ليس في خ.
(¬95) النهاية 3/ 15.
(¬96) سورة إبراهيم آية 16.
(¬97) ع: فسر أنه ماء: تحريف.
(¬98) تفسير الطبرى 13/ 130 والقرطبى 9/ 351 ومجاز القرآن 1/ 338 وتفسر غريب القرآن 231 والعمدة 169.
(¬99) كذا في العين 7/ 80 والمراجع السابقة.
(¬100) في المهذب 1/ 63 في النهى عن الصلاة في الحمام.
(¬101) ابن السكيت: وليس =

الصفحة 68