كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "مُرَاحِ الغَنَم (¬102) الْمَوضِعُ الَّذِى تَأوِى إِلْيْهِ، يُقَالُ: أَرَاحَ الْغنَمَ: إذَا أوَاهَا. وَالْمَوْضِعُ: المُراحُ بِالضَّمِّ. وَرَاحَتْ بِنَفْسِهَا. وَالْمَوْضِعُ: المَرَاحُ بِالْفَتْحِ. فَأمَّا إذَا أرادَ: أَرَاحَهَا مِنَ الْاسْتِرَاحَةِ، فَالضَّمُّ لِا غَيْر؛ لِأنَّهُ مَصْدَرُ أفْعَلَ.
قَوْلُهُ: "لَا تُصَلُّوا فِي أعْطَانِ الإِبِلِ" (¬103) هِىَ مَبَاركُهَا حَوْلَ الْمَاءِ، وَاحِدُهَا: عَطَن. تُبْرَكُ فِيهِ؛ لِتُعَادَ إِلَى شُرْبِ الْعَلَلِ مَرَّةٌ أُخْرَى (¬104)، وقالَ (¬105) لَبِيد (¬106).
عَافَتَا الْمَاءَ فَلَمْ نُعْطِنْهُمَا (¬107) ... إنَّمَا يُعْطِنُ مَنْ يَرْجُو الْعَلَلَ
قَوْلُهُ: "خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ" قَالَ الْخَطّابِىُّ (¬108): شَبَّهَهَا بِالشَّيَاطِينِ لِمَا فِيهَا مِنَ النَّفَارِ وَالشُّرُودِ، فَإنَّهَا رُبَّمَا أَفْسَدَتْ عَلَى الْمُصَلِّى صَلَاتْهُ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّى كُل مَارِدٍ شَيْطَانًا. وَجَاءْ فِي الْحَدِيثِ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُصَلُّوا فِي أغطَانِ الإبِلِ فَإنَّهَا جِنٌّ مِنْ جِنٍّ خُلِقَتْ" (¬109) قَالَ: فِي الْفَائِقِ (¬110) قَالَ الْجَاحِظُ (¬111): زَعَمَ بَعْض النَّاس. أنَّ الإبِلَ فِيهَا عِرْقٌ مِنْ سِفَادِ الجِنِّ، وَغَلِطُوا، قَالَ: وَالْمُرَادُ، وَاللهُ أَعْلَمُ: إنَّهَا لَكثِيرَة آفَاتُهَا. إِذَا أقْبَلَتْ أنْ [يَعْتَقِبَ] (¬112) إِقَبَالَهَا الإدْبَارُ، وَإِذَا أدْبَرَتْ: أَنْ يَكُونَ إدْبَارُهَا ذَهَابًا وَفَنَاءً مُسْتَأصَلًا، وَلَا يَأَتِى نَفْعُهَا بِالرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ (¬113) إِلَّا مِنْ جَانِبهَا الأيْسَرَ الَّذِى (¬114) تَتَشَاءَمُ بهِ الْعَرَبُ فَهِىَ إذَنْ لِلْفتْنَةِ مَظِنَّة، وَلِلشّيَاطِيْنِ فِيهَا مَجَالٌ مُتَّسِعٌ مِنْ شُكْر النِّعْمَةِ وَكُفرِهَا (¬115). اخْتُصِرَ مِنْ كَلَامٍ طَوِيلٍ. قَالَ (¬116) فِي الشَّامِلِ (¬117): "وَقَدْ قِيلَ: إنَّ عَطَنَهَا مَأوَى الجنِّ وَالشّيَاطِيْنِ؛ لِظَاهِر الْخبَرِ، فَنُهِىَ عَن الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ، كَمَا نُهِى عَن الصَّلَاةِ فِي الْحَمْام، قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِى فِي ذَلِكِ (¬118) مَعْنًى آخَرَ (¬119)، وَهُوَ أنَّ مَعَاطِنَ الإبِلِ وَسِخَةٌ كَثِيرَةُ الْتُّرابِ، تَمْنَعُ منْ تَمَام الْسُّجُوْدِ. وَمُرَاحُ الْغَنَم: نَظِيفٌ. قَالَ: فِي الأمِّ (¬120): وَالْمُرَاحُ: مَا طَابَتْ تُرْبَتُهُ [وَأسْتُعْمِلَت] (¬121) أرْضُهُ واسْتدْبَرَ الشِّمَالُ مَوْضِعَهُ (¬122).
قَوْلُهُ: "قَارِعَةُ الطَّرِيقِ" قَدْ (¬123) ذَكَرَهُ. في الاسْتِطَابَةِ (¬124).
¬__________
= في ذوات الأربعة مفعل بكسر العين إِلَّا حرفان مأقى العين؛ وَمَأوِى الإبل. قال الفراء: سمعتها بالكسر. إصلاح المنطق 222، 121، وأدب الكاتب 594، 554.
(¬102) في المهذب 1/ 63: وتكره الصلاة في أعطان الإبل ولا تكره في مراح الغنم.
(¬103) في المهذب 1/ 63: وروى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين، والحديث في صحيح الترمذى 2/ 256 في تحفة الأحوذى، ومعالم السنن 1/ 148 والفائق 3/ 31 والنهاية 3/ 258.
(¬104) غريب الخطابى 1/ 412؛ 2/ 285، والعين 2/ 14 وتهذيب اللغة 2/ 175 والمحكم 1/ 343 والفائق 3/ 31 والنهاية 3/ 258.
(¬105) خ: قال.
(¬106) ديوانه 185 والمراجع السابقة.
(¬107) خ: تكره الشرب فلا تعطنها: تحريف.
(¬108) معالم السنن 2/ 149 وغريب الحديث له 2/ 286.
(¬109) ع: خلقت من الجن، والمثبت من خ والأم 1/ 80 وفي تحفة الأحوذى 2/ 328: حديث ابن مغفل عند أحمد بإسناد صحيح. . . . . . . فإنها خلقت من الجن ألا ترون عيونها وهيأتها إذا نفرت.
(¬110) 3/ 31.
(¬111) ع: الحافظ: تحريف، والمثبت من خ والفائق.
(¬112) ع: يتعقب وخ: يعقب والمثبت من الفائق.
(¬113) يعنى منفعة الركوب والحلب.
(¬114) الذى ساقط ش خ.
(¬115) في الفائق: حيث تسببت أولا إلى إغراء المالكين على إخلالهم بشكر النعمة العظيمة فيها، فلما زواها عنهم لكفرانهم. . . إلخ.
(¬116) خ: وقال.
(¬117) .......................
(¬118) ذلك ساقط من خ.
(¬119) الأم 1/ 80.
(¬120) السابق.
(¬121) ع، خ: واستعلت والمثبت من الأم.
(¬122) في الأم: واستذرى من مهب الشمال موضعه.
(¬123) ع: وقد.
(¬124) ص 36.

الصفحة 69