كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

مِنَ الثوْبِ. فَكَأنَّ الْكِتَابَ يَجْمَعُ أَبْوَابًا وَفُصُولًا وَمَسَائِلَ.
قَوْلُهُ: "مُهَذَّبٌ أى: مُنَقىًّ مِنَ الْخَطَأ. وَالتَّهْذِيبُ كَالتَّنْقِيَةِ. وَرَجُلٌ مُهَذَّبٌ، أىْ: مُطهَّرُ الْأخْلَاقِ نَقِى مِنَ الْعُيُوبِ (¬47). قَالَ النَّابِغَةُ (¬48):
وَلَسْتُ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ؟
مَعْنَاهُ: أيُّ الرِّجَالِ الَّذِي هُوَ طَاهِر نَقِيٌّ لَا عَيْبَ فِيهِ؟ فَإنَّكَ لَا تَجِدُهُ.
قَوْلُهُ: "أُصُولَ" (جَمْعُ أصْلٍ) (¬49) مَا (¬50) دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ.
وَالْفُرُوعُ: مَا تَفَرَّعَ عَنِ الْأصُولِ وَقِيسَ عَلَيْهِ بِالْعِلَلِ.
وَقَوْلُهُ: "بِأدِلَّتِهَا" جَمْعُ دَلِيلٍ، وَهُوَ: مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى وُجُوبِهَا (¬51) مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والِإجْمَاعِ. وَاصلُهُ فِي اللغَةِ (¬52): مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ أثرٍ، أوْ دمٍ، أَوْ رَائِحَةٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَكَذَا الدَّلِيلُ: الدَّالُّ (لِمَا يَدُلّ عَلَى الطرَّيقِ) (¬53) (وَقَدْ دَلَّهُ عَلَى الطرَّيقِ) (¬54) يَدُلَّهُ دِلَالَةً وَدَلَالَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ - والْفَتْحُ أَعْلَى (¬55).
قَوْلُهُ": مِنَ الْمَسَائِلِ الْمُشْكِلَةِ (¬56) " هِيَ: الْمُلْتَبِسَةُ، أشْكَلَ الشَّىْءُ، أَي: الْتَبَسَ، والشَّكْلُ- بالْفَتْحِ: الْمِثْلُ. والْجَمْعُ: أَشْكَالٌ وَشُكُولٌ (¬57)، يُقَالُ: هَذَا أشْكَلُ بِكَذَا، أَيْ: أشْبَهُ وَالْمُشْكِلُ: هُوَ الَّذِي يُشْبِهُ هَذَا مِنْ وَجْهٍ وَهَذَا مِنْ وَجْهٍ، فيشْكِلُ أمرُهُ وَيَلْتَبِسُ مَعْنَاهُ.
قَوْلُهُ: "بِعلَلِهَا" هُوَ جَمعُ عِلَّةٍ وَهُوَ: أَنْ تَقِيسَ الْمَسْألةَ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا نَصٌّ وَلَا دَلِيل عَلَى مَا فِيهِ دَلِيل بِعِلَّةٍ تُؤَدى إلَى مُشَابَهَتِهِمَا.
وَأَصلُهُ فِي اللُّغَةِ: أَنْ يَفْعَلَ الرجُلُ الْفِعْلَ، فيقَالُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ فَيَأُتى بعِلَّةٍ وَعُذْرٍ يُزِيلُ عَنْهُ اللَّوْمَ (¬58). يقَالُ فِيهِ: عِلَّةٌ وَتَعِلَّةٌ (¬59)، وَاشْتِقَاقُهَا مِنَ الْعَلِيلِ، وَهُوَ الْمَرِيضُ. قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬60): وَقَدْ تُوْضَعُ الْعِلَّةُ مَوْضِعَ الْعُذْرِ.
قَالَ عَاصِمٌ (¬61):
¬__________
(¬47) الصحاح (هذب).
(¬48) ديوانه 74 وانظر فصل المقال 44 ومجمع الأمثال 1/ 36.
(¬49) ما بين القوسين من ع وليس في خ.
(¬50) ع: مما.
(¬51) ع: حكمها.
(¬52) ع: والدليل في اللغة.
(¬53) ما بين القوسين زيادة من ع.
(¬54) ما بين القوسين من خ وبدله في ع: دله. . .
(¬55) عن الصحاح (دلل) وقال الفارابى: الدلالة -بالفتح- لغة في الدلالة. ديوان الأدب 3/ 68، وسوى بينهما ابن السكيت. في إصلاح المنطلق 111 وابن قتيبة في أدب الكاتب 550 وقال: والأجود دلالة. بالفتح: 424.
(¬56) ع: قوله المشكلة وفي المهذب 1/ 3: وما تفرع على أصوله من المسائل المشكلة بعللها.
(¬57) الصحاح (شكل) وأنشد أبو عبيد شاهدا على الجمع (شكول):
فلا تطلبالى أيما إن طلبتما ... فإن الأيامى ليس لى بشكول
وانظر العين 5/ 295 والزاهر 1/ 564، 2/ 161 والمحكم 6/ 427 واللسان (شكل 2310)
(¬58) في العين 1/ 100، والعلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه. قال ابن سيده: لا تعدم خرقاء علة، يقال هذا لكل متعذر وهو يقدر. وقد اعتل الرجل، وهذا علة لهذا أى سبب المحكم 1/ 46 وقال الفارابى: اعتل عليه بعلة. قال الفيومي: اعتل: إذا تمسك بحجة: ذكر معناه الفارابى. ديوان الأدب 3/ 180 والمصباح (عل).
(¬59) التعلة والعلالة ما يتعلل به وتعلة الصبى: ما يعلل به ليسكت وفي حديث أبي حثمة يصف التمر: تعلة الصبى وقرى الضيف. انظر المحكم 1/ 45 واللسان (علل 3079) والنهاية 3/ 291 ولم أعثر عليه بالمعنى الذى ذكره المصنف.
(¬60) في الغريبين 2/ 323.
(¬61) هو عاصم بن ثابت ابن أبي الأقلح حمى الدبر ترجمته في الاستيعاب 779 والإصابة 3/ 569 وأنساب الإشراف =

الصفحة 7