كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "فَلْيَتَّزِرْ" (¬36) صَوَابُهُ: فَلْيَأتَزِرْ (¬37)، بِالْهَمزِ (¬38)، وَلَا يَجُوزُ التَّشْدِيدُ، لِأنَّ الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ (¬39).
وَقَوْلُهُمُ "اتَّزرَ" عَامِّىٌ، وَالْفُصَحَاءُ عَلَى ائتَزَرَ. وَقَدْ لَحَّنُوا مَنْ قَرَأ {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ (¬40) أَمَانَتَهُ} بِالتَّشْدِيِد.
قَوْلُهُ (*): "اشْتِمَالُ الْبَهُودِ" (¬41): هُوَ الإِسْدَالُ الَّذِى ذَكَرَهُ بَعْدُ. "وَزَرَّهُ" أَيْ: عَقَدَ أَزرَارَهُ (¬42) وَأدْخَلَهَا فِي عُرْوَتِهِ. وَيُقَالُ في الْأمْرِ مِنْهُ: زُرَّهُ؛ (وَرُرُّهُ؛ وَرُرِّهِ) (¬43).
وَقِصَارَةُ (¬44) الثَّوبِ: دَقُّهُ، وَقَصَرْتُ الثَّوْبَ أقْصُرُهُ: دَقَقْتُهُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْقصَّارُ (¬45).
قَوْلُهُ: "اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ" مُفَسرٌّ فِي الْكِتَاب (¬46). وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ: هُوَ أن يَتَجَلَّلَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ، وَلَا يَرْفَعُ مِنْهُ جَانِبًا، يَكُونُ فِيهِ فُرْجَةٌ فيَخْرِجُ (¬47) مِنْهَا يَدَهُ. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬48): وَإِنَّمَا قِيْلَ لهًا صَمَّاءُ؛ لِأنَّهُ إِذَا اشتمَلَ سَدَّ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ الْمَنَافِذَ كُلَّهَا، كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا (¬49) خَرْقٌ وَلَا صَدعٌ (¬50) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬51): أَمَّا تَفْسِيرُ الْفُقَهاَءِ (فَهُوَ) (¬52) أنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيرُهُ ثُمَّ يَرْفعَهُ مِنْ أحَدِ جَانِبَيْهِ، فَيَقَعَ عَلَى أحَدِ مَنْكِبَيْهِ (¬53) قُلْتُ: مَنْ فَسَّرَهُ (¬54) هَذَا التفْسِيرَ: ذَهَبَ إِلَى كَرَاهِيَةِ الْكَشْفِ وَاِبْدَاءِ (¬55) الْعَوْرَةِ، وَمَنْ فَسَّرَهُ بِتَفْسِيرِ أهْلِ اللُّغةِ: كَرِهَ أنْ يَتَزَمَّلَ بِهِ شَامِلًا جَسَدَهُ مَخافَةَ أن يَذفَعَ مِنْهَا إِلَى حَالَةٍ سَادَّةٍ لِمُتَنَفَّسِهِ فَيَهْلِكَ.
احْتَبَى الرَّجُلُ (¬56): إِذَا جَمَعَ ظَهْرَهُ وَسَاقَيْهِ بِثَوْبِهِ (¬57)، وَقَدْ يَحْتَبِى (¬58) بِيَدَيْه، يُقَالُ مِنْهُ: حِبْوَةٌ (¬59) وَحُبْوَةٌ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا (¬60)، وَجَمْعُهَا: حِبىً، بِكَسْرِ الأَوَّلِ عَنْ يَعْقُوبَ (¬61).
قَوْلُهُ: "يَسْدُلُ فِي الصَّلَاةِ" (¬62) وَهُوَ أنْ يُسْبِلَ ثَوْبَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَضُمَّ جَوَانِبَهُ (¬63)، وَمِنْهُ حَدِيثُ
¬__________
(¬36) في المهذب 1/ 65: عن ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلّى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله تعالى أحق من يزين له فمن لم يكن له ثوبان فليتزر إذا صلى ولا يشتمل اشتمال اليهود".
(¬37) ع: فليتأنزر: تحريف.
(¬38) إصلاح المنطق 373 والفائق 3/ 261 والنهاية 1/ 44 وإصلاح خطأ المحدثين 14.
(¬39) المراجع السابقة، وقال في اللسان (أزر 71) ويجوز أن تقول اتزر بالمئزر أيضا فيمن يدغم الهمزة في التاء، كما تقول أتمنته والأصل ائتمنته. وكذا في المصباح (أزر).
(¬40) ع "أؤتمن" والمثبت من خ وبين في حاشيتها والآية 283 من سورة البقرة.
(*) ليس في ع.
(¬41) تعليق 3.
(¬42) ع: زره.
(¬43) ع: وزرره. والمثبت من خ واللسان، والتنبيه والإيضاح 2/ 128 قال ابن برى: وهذا عند البصريين غلط. وإنما يجوز إذا كان بغير الهاء نحو قولهم زر وزر وزر.
(¬44) قصارة الثّوب بالكسر: صناعته. المصباح (قصر).
(¬45) العين 5/ 59 والمحكم 6/ 123 واللسان (قصر 3649).
(¬46) في المهذب 1/ 65: ويكره اشتمال الصماء: وهو أن يلتحف بثوب ثم يخرج يديه من قبل صدره.
(¬47) خ: يخرج.
(¬48) غريب الحديث.
(¬49) ع: لها.
(¬50) ع: صمع: تحريف.
(¬51) غريب الحديث 2/ 118.
(¬52) خ: هو.
(¬53) عبارة أبي عبيد: فيضعه على منكبيه فيبدو منه فرجة. وكذا نقله في اللسان (صمم 2502).
(¬54) ع: فسر.
(¬55) خ: وإبدائه.
(¬56) في المهذب 1/ 65: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اشتمال الصماء وأن يحتبى الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيىء.
(¬57) ع: بثوب.
(¬58) ع: تحبى: تحريف، والمثبت من خ والمصباح (حبو).
(¬59) ع: حبوت: تحريف.
(¬60) إصلاح المنطق 116 وأدب الكتب 540 واللسان (حبو 765).
(¬61) وحبى: بضمها أيضا عن يعقوب في الإِصلاح.
(¬62) في المهذب: ويكره أن يسدل في الصلاة وفي غيرها، وهو أن يلقى طرفى الرداء من الجانبين.
(¬63) كذا في غريب أبي عبيد 3/ 482. والفائق 2/ 168 وفي النهاية 2/ 355: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله فنهوا عنه، وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب. وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلها على كتفيه. وانظر تهذيب اللغة 12/ 361.

الصفحة 72