كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

عَائِشَةَ، رَضىَ الله عَنهَا "أنَّهَا أسْدَلَتْ قِنَاعَهَا" (¬64) أَيْ: أسْبَلَتْهُ، وَهِىَ مُحْرِمَةٌ.
قَوْلُهُ: "مِنْ فُهُورِهِمْ" (¬65) جَمْعُ فُهْرٍ، وَهُوَ بَيْتُ مَدْرَاسِهِمْ: كَلِمَةٌ نَبَطِيَّةُ عُرِّبَتْ (¬66)، وَالْمَدْرَاسُ (¬67) مَوْضِعُ دَرْس الْكُتُبِ.
قَوْلُهُ: "لَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ" (¬68) (ذَكَرَ الْخَطَّابِىُّ فِي مَعَالِمِ السُّنن (¬69)، فِي مَعْنَاهُ: أيْ: لَيْسَ بِنَاجٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ) (¬70) وَلَعَلَّهُ يُرِيدُ بِالْحِلِّ وَالْحَرَامِ: الْمُبَاحَ وَالْمَحْذُورَ مِنَ الثِّيابِ.
اللِّثَامُ (¬71): مَا كَانَ عَلَى الْفَمِ مِنَ النِّقَابِ. وَاللِّفَامُ: مَا كَانَ عَلَى الأْرْنَبَةِ (¬72). يُقَالُ: لَثَمَت الْمَرْأةُ تَلْثِمُ لَثْمًا، وَالْتَثَمَتْ وَتَلثَّمَتْ: إِذَا شَدَّت اللِّثَامَ، وَهِىَ حَسَنَةُ اللَّثْمَةِ.
وَذَكَرَ الْخَطَّابِىُّ أنَّهُ مِنْ زِىِّ الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ ذو الرُّمَّةِ (¬73):
تَمَامُ الْحَجِّ أن تَقِفَ الْمَطَايَا ... عَلَى خَرْقَاءَ وَاضِعَةَ اللِّثَامِ
(قَوْلُهُ) (¬74): "يَتَلَوَّثُ بِهِ الْبَدَنُ" أَيْ: يَتَلَطَّخُ، يُقَالُ: لَوَّثَ ثِيَابَهُ بِالطِّيِنِ، أَيْ: لَطَّخَهَا. وَلَوَّثَ الْمَاءَ: كَدَّرَهُ (¬75).
"غُضُّوا الأبْصَارَ": أغْمِضُوهَا. وَانْغِضَاضُ الطَّرْفِ: انْغِمَاضُهُ (¬76). وَقَدْ يَكُونُ غَضُّ الطَّرْفِ: احْتِمَالُ الْمَكْرُوهِ وَالْأذَى.
"قَوْلُهُ: لِأنَّ عَلَيْهِ فِي قَبُولِهِ مِنَّةٌ" (¬77) الْمِنَّةُ وَالمَنُّ: ذِكْرُ الإحْسَانِ وَإعَادَتُهُ عَلَى الْمُحْسَنِ إِلَيْهِ مِثْلُ أنْ تَقُولَ: أعْطَيْتُكَ وَأحْسَنْتُ إِلَيْكَ، مَأخوذٌ مِنْ مَنَنِ الْوَتَرِ وَهُوَ قُوَاهُ، وَيُقَالُ: أُمِنَّ الرَّجُلُ: إِذَا انْتُقِضَتْ مُنَّتُهُ، كَأَنَّهُ نَقْضٌ لِلإِحْسَانِ وَتَغْيِيرٌ لَهُ، وَهُوَ مِنَ الْأضْدَادِ، يُقَالُ: مَنَّ عَلَيْهِ مِن غَيْرِ مَنٍّ (¬78)) (¬79).
¬__________
(¬64) النهاية 2/ 355 وتحفة الأحوذى 2/ 380.
(¬65) في المهذب 1/ 65، 66: روى عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه أنّه رأى قومًا سدلوا في الصّلاة، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فهورهم. والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 481، 482 وتحفة الأحوذى 2/ 381 والفائق 2/ 168 والنهاية 2/ 355.
(¬66) قال أبو عبيد: وهى كلمة نبطية وعبرانية أصلها "بهر" فعربت بالفاء فقيل: فهو غريب الحديث 3/ 482 والفائق 2/ 168 والمصباح (فهر) والنهاية 3/ 482.
(¬67) خ: المدرس.
(¬68) في المهذب 1/ 66 عن ابن مسعود (ر) أنّه رأى أعرابيًا عليه شملة قد ذيلها وهو يصلى، قال: إنَّ الذى يجر ثوبه من الخيلاء في الصّلاة، ليس من الله في حل ولا حرام.
(¬69) لم أجده للخطابى. وقال القلعى في اللفظ المستغرب 28: ليس من دين الله في شيىء وحققه النووى في تهذيب الأسماء واللغات (حلل).
(¬70) ما بين القوسين ساقط من ع.
(¬71) في المهذب 1/ 66: ويكره أن يصلّى الرجل وهو ملثم.
(¬72) عن الفراء في الإبدال 127 والقلب والإبدال 36 وعن أبي زيد: تميم تقول تلثمت على الفهم وغيرهم يقول: تَلَفَّمْتُ: أنظر اللسان والمصباح (لثم).
(¬73) ديوانه 1/ 373.
(¬74) قوله ليس في خ. وفي المهذب 1/ 66: في ستر العورة بالطين. قال أبو إسحاق: لا يلزمه لأنه يتلوث به البدن.
(¬75) اللسان (لوث 4094) والمصباح "لوث".
(¬76) خ: إغماضه.
(¬77) في المهذب 1/ 67: وإن وهبه سترا لم يلزمه قبوله؛ لأنّ عليه في قبوله منة وفي احتمال المنة مشقة.
(¬78) الزاهر 2/ 355، 356 واللسان (منن 4277) والمصباح (منن).
(¬79) ما بين القوسين ساقط من خ.

الصفحة 73