كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَقِيلَ: مِنْ شَطَنَ " أيْ: بَعُدَ، فَتَكُونُ نُونُهُ أَصْليَّةً (¬33)، قال (¬34):
نَأتْ بِسُعَادَ عَنْكَ نوَى شَطُون ... . . . . . . . . . . .
وَمَعْنَاهُ: المُبْعَدُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، الْمُحْتَرِق بِغَضَبِ اللهِ.
وَالرَّجِيمُ: أيْ: الْمَرْجُومُ، وَهُوَ الْمَلْعُونُ الْمَطرُودُ. وَقِيلَ: الْمَرْجُومُ بِالْكَواكِبِ، مِنْ قَوْلِهِ [تعالى]: {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} (¬35).
قَوْلُهُ: "إلَّا بِأْمِّ الكِتَابِ" (¬36) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنّهَا أوَّلُهُ وَأصْلُهُ (¬37)، وَمَكَّةُ: أُمُّ الْقُرَى؛ لِأنَّهَا أَوَّلُهَا. وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ: أوَّلُهُ أيضًا مِنَ الافْتِتَاحِ، وَهُوَ: الابْتِدَاء (¬38).
قَوْلُهُ: "مَالى أُنَازَعُ الْقُرآنَ" (¬39) أَيْ: أُجَاذَبُ، وَأصْلُهُ (¬40): مِنْ نَزْعَ الدَّلْوِ؛ لِأنَّ النَّازِعَيْنِ يَتَجَاذَبَانِهِ؛ أَوْ مِنْ نَزْعِ بَعْض الشَّيْىء، وَمِنْهُ: تَنَازُعُ الْكَأس (¬41)، قَالَ الأعْشَى (¬42):
نَازَعْتُهُمْ قُضُبَ الرَّيْحَانِ مُتَّكِئًا ... وَقَهْوَةٌ مُزَّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ
قَوْلُهُ: "فَأمِّنُوا" (¬43) أَيْ: قُولُوا: آمِين (¬44) مَعْنَاهُ (¬45): اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ. يُمَدُّ وَيُقْصَرُ.
قَالَ الشَّاعِرُ (¬46):
. . . . . . . . . . . ... وَيَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا
وَقَالَ فِي الْقَصْرِ:
تَبَاعَدَ عَنِّى فُطْحُلٌ وَابْنُ أُمِّهِ ... أمِينَ فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدًا (¬47)
وَقِيلَ: إِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى (¬48).
قَوْلُهُ: "حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجدِ لَلَجَّةٌ" (¬49) اللَّجَّةُ: هِىَ أصْوَاتُ النَّاس وَضَجَّتُهُمْ، قَالَ (¬50):
¬__________
= (شيط 2375).
(¬33) ذكره ابن الأنبارى في الزاهر 1/ 150 وشرح السبع الطوال 196 وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 23، 24 والأزهرى في تهذيب اللغة 11/ 69 والراغب في المفردات 59 والطبرى في تفسيره 1/ 112 والخطابى في غريبة 1/ 529.
(¬34) نابغة بنى ذبيان ديوانه 51 وذكره الطبرى في تفسيره 1/ 112 وعجزه:
. . . . . . . . . . . ... فَبَانَتْ وَالْفُؤَادُ بهَا رَهِين.
(¬35) سورة الملك آية 5 وانظر تفسير الطبرى 1/ 112 ومجاز القرآن 1/ 348 والزاهر 1/ 151 وتهذيب اللغة 1/ 69.
(¬36) في المهذب 1/ 72: من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تفعلوا إِلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
(¬37) وأصله: زيادة من خ. وفي الغريبين 1/ 85 أم الكتاب: أصل الكتاب. وانظر تهذيب اللغة 15/ 632.
(¬38) تفسير الطبرى 1/ 107 - 110 وتهذيب اللغة 15/ 632 واللسان (أمم 137).
(¬39) في المهذب 1/ 72 من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هل قرأ معى أحد منكم، فقال رجل: نعم يا رسول الله قال: إنى أقول مالى أنا أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والحديث في الفائق 3/ 420 والنهاية 5/ 41.
(¬40) ع: أصله.
(¬41) من قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} [الطور: 23] وانظر مجاز القرآن 2/ 232 وتفسير غريب القرآن 425.
(¬42) ديوانه 109.
(¬43) خ: "قوله آمين".
(¬44) ...............................
(¬45) خ: معناها.
(¬46) من غير نسبة في إصلاح المنطق 179 وفصيح ثعلب 316 ومعانى الزجاج 17 ونسبة في اللسان إلى عمر بن أبي ربيعة وليس في ديوانه، ونسبه الهروى في التلويح 86 إلى قيس العمرى والبيت في ديوانه 283. وصدره:
يا رب لا تسلبنى حبها أبدا ... . . . . . . . . . . .
(¬47) كذا رواية ابن السكيت. غير معزوة. وابن الأنبارى في الزاهر 1/ 161 وابن قتيبة في تفسيره 13 والزجاج في المعانى 1/ 17 وهو لجبير بن الأضبط في التلويح للهروى 86.
(¬48) ثعلب في مجالسة 1/ 126 وانظر تفسير غريب القرآن 12، 13 والغريبين 1/ 92، 93 والمراجع السابقة.
(¬49) في المهذب 1/ 73: روى عطاء أن ابن الزبير كان يؤمن ويؤمنون وراءه حتّى أن للمسجد للجة.
(¬50) أبو النجم العجلى ديوانه 199. وهو من شواهد الكتاب =

الصفحة 78