كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ" (¬71) السَّلَفُ: هُمُ الْقَرْنُ الْمَاضِى. وَالْخَلَفُ: مَنْ يَأَتِى بَعْدَهُمْ، يُقَالُ: خَلَفٌ، وَخَلْفٌ (فَالْخَلَفُ -بِفَتْحِ اللَّامِ: الْخَلَفُ الصَّالِحُ، وَبَإسْكَانِ اللَّام: الْخَلْفُ السَّيِّىُّ) (¬72) قَالَ الله تَعَالَى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} (¬73).
قَوْلُهُ: "مَأمُورٌ بِالإِنْصَاتِ" (¬74) الإنْصَاتُ (¬75): هُوَ (¬76) السُّكُوتُ وَالاسْتِمَاعُ لِلْحَدِيثِ. يُقَالُ: أنْصِتُوهُ وَأنصِتُوا لَهُ (¬77).
قَوْلُهُ: "فَارْمُوهُ بِالْبَعَرِ" (¬78) أَيْ: لَا تَعْبَأوا بِصَلَاتِهِ وَاحْقِرُوهُ، كَمَا يُحْقَرُ مَنْ يُرْمَى بِالْبَعَرِ لِقَذَارَتِهِ.
قَوْلُهُ: "ثُم يَركَعُ" (¬79) أَصْلُ الرُّكُوعِ: الانْحِنَاءُ، يُقَالُ: رَكَعَ الشَّيْخُ: إِذَا انْحَنَى مِنَ الْكِبَرِ.
قَالَ لَبِيد (¬80):
. . . . . . . . . . . ... أدِبُّ كأَنِّى كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعٌ
وَالسُّجُودُ: الانْحِنَاءُ أَيْضًا، وَالتَّطَامُنُ، يُقَالُ: سَجَدَ الْبَعِيرُ، وَأسْجَدَ: إِذَا خَفَضَ رَأسَهُ لِيُرْكَبَ؛ وَسَجَدَتِ النَّخْلَةُ: إِذَا مَالَتْ (¬81)، قَالَ (¬82):
فَكِلْتَاهُمَا (¬83) خَرَّتْ وَأسْجَدَ رَأسُهَا ... كَمَا سَجَدَتْ (¬84) نَصْرَانَّةٌ لَمْ تَحَنَّفِ
وَاطْمَأنَّ (¬85): إِذَا سَكَنَ وَتَمَكَّنَ وَلَمْ يَعْجَلْ. وَالطُّمَأنِينَةُ أيْضًا: السُّكُونُ، وَهُوَ مُطْمَئِنُّ إِلَى كَذَا، وَتَصْغِيرُ مُطْمَئِن: طُمَيْئِنٌ (¬86) بِحَذْفِ الْمِيمِ، وَإِحْدَى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ (¬87). وَتَصْغِيرُ طُمَأنِينَةٍ: طُمَيْئِنَةٌ، بِحَذْفِ إِحْدَى النُّونَيْن (¬88)؛ لِأنَّهَا زَائِدَة (¬89) وَطَمْأنَ ظَهْرَهُ، وَطَأمَنَ عَلَى الْقَلْبِ (¬90).
قَوْلُهُ: "وَلَا يُطَبِّقُ" (¬91) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬92): التَّطْبِيقُ في الصَّلَاةِ: جَعْلُ الْيَدَيْنِ [بَيْنَ] (¬93) الْفَخِذَيْنِ في الرُّكوعِ، يُقَالُ: طَبِقَتْ يَدُهُ بِالْكَسْرِ طَبَقًا: إِذَا كَانَتْ لَا تَنْبَسِطُ (¬94)، وَيَدُهُ طَبِقَةٌ.
¬__________
(¬71) في المهذب 1/ 74: ويستحب للإمام أن يجهر بالقراءة؛ في الصبح والأوليين من المغرب والأوليين من العشاء. والدّليل عليه: نقل الخلف عن السلف.
(¬72) ما بين القوسين ساقط من خ.
(¬73) سورة الأعراف آية 169 وسورة مريم آية 59. والأولى {وَرِثُوا الْكِتَابَ} والثّانية {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}. وقد أخذ بعض اللغويين بهذا الفرق كابن السكيت في إصلاح المنطق 12، 13، 66 وابن قتيبة في أدب الكاتب 315 وفي تفسير غريب القرآن 74 وبعضهم سوى بينهما، قال أبو عبيدة في مجاز القران 1/ 232 وهما في المعنى واحد كَأثَرَ وَإِثْر. وقال الفراء في المعانى 1/ 399: وأنت خلف سؤ -بفتح اللام- سمعته من العرب. وانظر الزاهر 1/ 618 ومعانى الزجاج 1/ 428 ومتخير الألفاظ 2 وتهذيب اللغة 7/ 393.
(¬74) ويستحب للمأموم أن يسر؛ لأنّه إذا جهر نازع الإمام في القراءة ولأنّه مأمور بالإنصات إلى الإمام. المهذب 1/ 74.
(¬75) ليس في ع.
(¬76) ليس في خ.
(¬77) المصباح "نصت".
(¬78) في المهذب 1/ 74: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم من يجهر بالقراءة في صلاة النهار فارموه بالبعر".
(¬79) المهذب 1/ 74.
(¬80) ديوانه 171، وانظر تهذيب اللغة 1/ 311 والمحكم 1/ 164 والعين 1/ 227 والزاهر 1/ 140.
(¬81) وسجد الرجل يسجد: إذا وضع جبهته بالأرض. إصلاح المنطق 247 وجمهرة اللغة 2/ 66 وتهذيب اللغة 10/ 570.
(¬82) أبو الأخزر الحمانى كما في الكتاب 3/ 411 والإنصاف 2/ 236.
(¬83) خ: وكلتاهما. كما في الزاهر.
(¬84) ع: أسجدت تحريف.
(¬85) في التهذيب 1/ 75: ويجب أن يطمئن في الركوع.
(¬86) خ مطيئين تحريف. والمثبت من ع واللسان عن التهذيب (طمن 2707).
(¬87) اللسان.
(¬88) في اللسان: من آخره لأنها زائدة.
(¬89) ع: الزائدة.
(¬90) الكتاب 4/ 381 والخصائص 2/ 75 والمنصف 3/ 104.
(¬91) في المهذب 1/ 75 ولا يطبق؛ لما روى عن مُصْعَب بن سعد (ر) قال: صلّيت إلى جنب سعد بن مالك فجعلت يدى بين ركبتى وبين فخذى وطبقتهما فضرب بيدى وقال اضرب بكفيك على ركبتيك.
(¬92) الصحاح (طبق).
(¬93) خ، ع: تحت والمثبت من الصحاح وديوان الأدب 2/ 369 واللسان (طبق) وانظر تعليق 91.
(¬94) ع: لا تبسط. تحريف.

الصفحة 80