كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

بَقِىَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ خَاوِيًا، أَيْ: خَالِيًا. يُقَالُ: خَوَى (¬137) جَوْفُهُ مِنَ الطَّعَام: إِذَا خَلَا عَنْهُ.
وَعَنْ (¬138) عَلِىِّ كَرَّمَ الله وَجْهَهُ (¬139): "إِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ فَلْيُخَوِّ" (¬140) قَالَ الزَّمَخْشَرِىُ: التَّخْوِيَةُ: أنْ يُجَافِىَ عَضُدَيْهِ (¬141) حَتَّى يُخَوِّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: "يَفْتَحُ أصَابعَهُ" (¬142) بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ يَحْيَىَ بْنُ سَعِيدٍ (¬143) (هُوَ) (¬144) أَنْ يَصْنَعَ (¬145) هَكَذَا، وَنَصَبَ أَصَابِعَهُ، وَغَمَزَ (¬146) مَوْضعَ الْمَفَاصِلِ مِنْهَا إِلَى بَاطِنِ الرَّاحَةِ. وَقَالَ الأصمَعِىُّ: أصْلُ الْفَتْخِ (¬147) اللِّينُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُقَابِ فَتْخَاءُ؛ لِأنهَا إِذَا انْحَطَّتْ كَسَرَتْ [جَنَاحَيْهَا] (¬148). وَقالَ أبُو الْعَبَّاسِ: فَتَخَ أصَابِعَهُ: إِذَا ثَنَاهَا.
وَقِيلَ: لَيَّنَ وَرَفَعَ. وَالْمُرَادُ هَا هُنَا: الرَّفْعُ (¬149)، يُقَالُ (¬150): نَاقَةٌ فَتْخَاءُ الْأخْلَافِ، أَيْ: مُرْتَفِعَتُهَا (¬151).
قَوْلُهُ: "سُبُّوحٌ قُدُّوس" (¬152). هُمَا مِنْ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى (¬153). وَمَعْنَى "سُبُّوحٌ": الْمُنَزَّهُ عَنْ كُل سُوءٍ. وَمَعْنَى "قُدُّوسٌ": الْمُطَهَّرُ (¬154) مِنْ كُلِّ نَجَسٍ (¬155)، وَقَدْ يُفْتَحَانِ وَيُضَمَّان (¬156)، قَالَ أهْلُ اللُّغَةِ: لَمْ يَجِىءْ اسْمٌ عَلَى فُعُّولٍ بِالضَّمِّ (¬157) إِلَّا سُبُّوحٌ وَقُدُّوْسٌ (¬158).
قَوْلُهُ: "رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ" يُرْوَى "رَبَّ" بِالنَّصْبِ عَلَى النِّدَاءِ. وَ"رَبُّ" بِالرَّفْعِ عَلَى خَبَرِ الابْتِدَاءِ. وَالرُّوحُ: مَلَكٌ عَظِيْمٌ الْخَلْقِ، قَالَ الله تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} (¬159).
قَوْلُهُ: "فَقَمَنٌ" (¬160) أن يُسْتَجَابَ لَكُمْ "أَيْ: حَقِيقٌ وَجَدِيرٌ، يُقَالُ: هُوَ قَمَنٌ أن يَفْعَلَ (ذَاكَ (¬161) وَقَمِنٌ، وَقَمِيْنٌ، فَمَنْ قَالَ بِالْفَتْحِ: أرَادَ الْمَصْدَرَ، وَلَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يَجْمَعْ، وَمَنْ قَالَ "قَمِنٌ" بِالْكَسْرِ ثَنَّى وَجَمَعَ) (¬162).
¬__________
(¬137) خ: خلا.
(¬138) ع: عن.
(¬139) ع: رضى الله عنه.
(¬140) غريب أبي عبيد 4/ 238 والفائق 1/ 402.
(¬141) عن جنبيه كما في الفائق. وقال أبو عبيد في غريبه: وكالحديث المرفوع: كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه.
(¬142) أصابعه: ليس في ع. وفي المهذب 1/ 76 أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفتح أصابع رجليه والتفتيخ: تعويج الأصابع.
(¬143) يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموى محدث كوفى توفى ببغداد سنة 194 هـ ترجمته في المعارف 514.
(¬144) من ع.
(¬145) ع: يضع. والمثبت من خ وغريب أبي عبيد 1/ 303 ونقل المصنف عنه.
(¬146) ع: ضم والمثبت من خ وغريب أبي عبيد.
(¬147) خ: التفتيخ. والمثبت من ع وغريب أبي عبيد.
(¬148) ع، خ: جناحها. وفي غريب الحديث: جناحيها، وكذا كلام الأصمعى في خلق الإنسان 226 وثابت 231 والزمخشرى في الفائق 3/ 86.
(¬149) قال أبو عبيد: وفي هذا لحديث من الفقه: أنه كان ينصب قدميه في السجود نصبًا ولولا نصبه إياهم لم يكن هناك فتخ، فكانت الأصابع منحنية. فهذا الذى يراد من الحديث. وهو مثل حديثه الآخر أنه أمر بوضع الكفين ونصب القدمين في الصلاة. غريب الحديث 1/ 304، 305 وانظر الفائق 3/ 86 والنهاية 3/ 408 واللسان (فتح 3340).
(¬150) يقال: ساقطة من خ.
(¬151) اللسان (فتخ).
(¬152) في المهذب 1/ 77: فإن قال في سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح فهو حسن.
(¬153) كذا ذكر ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 8 والأزهرى في تهذيب اللغة 4/ 340 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 28 والمحكم 3/ 154.
(¬154) خ: الطهر.
(¬155) تهذيب اللغة 4/ 340 والمحكم 3/ 154 والنهاية 2/ 331 واللسان (سبح وقدس).
(¬156) ابن السكيت: يقال سَبُّوح قَدُّوس وَسُبُّوح قُدُّوس. وقال: كل ما كان على فعول مشدد العين مفتوح الأول إلا ثلاثة أحرف جاءت نوادر مضمومة الأول، وهى: سبوح، وقدوس وذروح وقال بعضهم سبوح وقدوس ففتح أولهما. إصلاح المنطق 132، 218 وانظر أدب الكاتب 589، 590 والكتاب 1/ 327، المحكم 3/ 154 وديواد الأدب 1/ 332.
(¬157) خ: بالفتح: خطأ.
(¬158) انظر تعليق 8.
(¬159) سورة النبأ آية 38.
(¬160) خ: قمن. وفي المهذب 1/ 77 من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأمّا السجود فأكثروا فيه من الدُّعاء فقمن أن يستجاب لكم" وانظر صحيح مسلم 1/ 348 وغريب أبي عبيد 2/ 197 والفائق 3/ 225 والنهاية 4/ 111.
(¬161) بدل ما بين القوسين في ع: ويقال: هو قمن بالكسر.
(¬162) كذا في =

الصفحة 83