كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

ضِدُّ الْعَدُوِّ، وَأصْلُهُ: الْمُتَابَعَةُ وَالْمُصَاحَبَةُ (¬232).
قَولُهُ (¬233): "إِنَّكَ تَقْضى وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ" أَيْ: تَحْكُمُ فِي خَلْقِكَ وَلَا يَحْكُمُ أحَدٌ عَلَيْكَ. وَالْقَضَاءُ: الْحُكْمُ.
قَوْلُهُ: "تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ" قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ (¬234): هُوَ تَفَاعَلْتَ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَهِىَ: الْكَثْرَةُ وَالإتِّسَاعُ. يُقَالُ: بُورِكَ الشَّيْىْءُ وَبُورِكَ فِيهِ. وَقِيلَ: مَعنى (تَبَارَكَ) أَيْ تَعَالَى وَتَعَظَّمَ (¬235).
قَوْلُهُ (¬236): "نَخْلَعُ وَنَتْرُكُ (¬237) مَنْ يَفْجُرُكَ" أَيْ: نَتْرُكُ مَوَالَاتِهِ وَصَدَاقَتِهِ، مِنْ خَلَعَ الرَّجُلُ الْقَمِيصَ: إِذَا تَرَكَ لُبْسَهُ. وَيَفْجُرُكَ، أَيْ: يَعْصِيكَ وَيُخَالِفُكَ. وَأصْلُ الْفَجْرِ: الشَّقُّ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْفَجْرُ (¬238) كَمَا سُمِّىَ فَلَقًا (¬239)، وَفَرَقًا. وَالْعَاصى: شَاقٌ لِعَصَا الطَّاعَةِ.
قَوْلُهُ "نَسْعَى وَنَحْفِدِ" السَّعْىُ: سُرْعَةُ الْمَشْىِ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الْحَفَدَانُ: السُّرْعَةُ (¬240) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬241): أصْلُ (¬242) الْحَفْدِ: الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ، وَمِنْهُ: الْحَفَدَةُ، وَهُمُ: الْخَدَمُ. وَقِيلَ: (أوْلَادُ) (¬243) الْأوْلَادِ. وَيُقَالُ: حَفَدَ الْبَعِيرُ: إِذَا أَدْرَكَ الْمَشْىَ فِي قَرْمَطةٍ (¬244).
قَوْلُهُ: "عَذَابَكَ الْجِدَّ" (¬245) هُوَ الْحَقُّ ضِدُّ الْهَزْلِ (¬246) أَيْ: الْمُؤْلِمُ الَّذِى لَيْسَ فِيهِ تَخْفِيفُ. باِلْكُفَّارِ مُلْحِقٌ: أَيْ لَاحِقٌ لَهُمْ. يُرْوَى بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا. وَالْمَعْنَى (¬247): يَلْحَقُهُمْ وَيَتْبَعُهُمْ حَيْثُ كَانُوا (¬248). وَلَا يُقالُ لَحِقَهُ إِلَّا إِذَا تَبِعَهُ بَعْدَمَا مَضَى، أَوْ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ.
قَوْلُهُ: "وَأَلَّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ" اجْعَلْهُمْ مُؤْتَلِفِينَ غَيْرَ مُخْتَلِفِينَ، مُتَحَابِّينَ غَيْرَ مُتَبَاغِضِين، وَأصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، لَا تَجْعَلْ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً وَلَا فَسَادًا وَلَا فُرْقَةً وَلَا خَلَلًا يُوقِعُ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً. وَأصْلُ الْبَيْنِ: الافْتِرَاقُ وَالتَّبَاعُدُ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالْأَجْسَامِ (¬249).
قَوْلُهُ: "وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِم الْإِيمَانَ وَالْحِكْمَةَ" (¬250) الإِيمَانُ: التَّصْدِيقُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالشرَّائِعِ
¬__________
(¬232) اللسان (ولى 4923) والمنجد 334.
(¬233) قوله ليس في خ.
(¬234) حكاية عن الزجاج في تهذيب اللغة 10/ 230 والغريبين 1/ 159.
(¬235) السابقة. وقال في المحكم 7/ 22: تبارك الله: تقدس وتنزه وتعالى وتعظم، لا تكون هذه الصفة لغيره. وانظر اللسان (برك 266).
(¬236) بين هذا القول والذى قبله قول مقدم من كلام بعد الدعاء في المهذب أقحم بين القولين، ونبه إليه كاتب النسخة خ فآثرت تأخيره إلى موطنه ص 88.
(¬237) نترك: سقاطة من خ. وفي المهذب 1/ 81: ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد.
(¬238) تهذيب اللغة واللسان (فجر 3352).
(¬239) (يقال: هو أبين من فلق الصبح. فالفلق: الفجر وفي القرآن {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} والفلق والفرق: واحد. انظر المحكم 6/ 235، 257 والدرة الفاخرة 85.
(¬240) تفسير الطبرى 14/ 143 والقرطبي 10/ 143 وانظر معانى القرآن للفراء 2/ 110 والزاهر 1/ 165 واللسان (حفد 923) وتهذيب اللغة 4/ 426 - 428 والمحكم 3/ 195.
(¬241) غريب الحديث 3/ 374.
(¬242) أصل: ليس في ع.
(¬243) ولاد: ساقط من خ. وهو فى العين 3/ 185 وتهذيب اللغة 4/ 427 واللسان (حفد 923).
(¬244) الإبل للأصمعى 123، 147 والقرمطة في المشى: مقاربة الخطو وتداني المشى وهى من آثار الكبر.
(¬245) في الدعاء: "ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق" المهذب 1/ 81. والجد بكسر الجيم.
(¬246) في الزاهر 1/ 166: الجد بكسر الجيم: الحق الذى ليس بهزل.
(¬247) ع: المعنى.
(¬248) قال أبو عبيد: "ملحق" بالكسر - فهكذا يروى الحديث، فهو جائز في الكلام أن يقول: ملحق يريد لاحق لأنهما لغتان، يقال: لحقت القوم وألحقتهم بمعنى، فكأنه أراد بقوله "ملحق" لاحق. قاله الكسائى وغيره غريب الحديث 3/ 375 وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 83 والزاهر 1/ 166 وتهذيب اللغة 4/ 58 والنهاية 4/ 238.
(¬249) البين: الفراق والبين الوصل. وقرىء {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} قال أبو عبيدة: أي وصلكم مرفوع لأن الفعل عمل فيه. مجاز القرآن. وقال الفراء: قرأ حمزة ومجاهد {بَيْنُكُمْ} يريد: وصلكم. معانى القرآن 1/ 345 وثلاثة كتب في الأضداد 204، 205.
(¬250) في الدعاء من المهذب 1/ 81.

الصفحة 87