كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَالْأحْكَام. وَالْحِكْمَةُ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (¬251): كُلُّ كَلِمَةٍ وَعَظَتْكَ (¬252)، أوْ زَجَرَتْكَ، أوْدَعَتْكَ إِلَى مَكْرُمَةٍ، أوْ نَهَتْكَ عَنْ قَبِيحٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (¬253) {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} (¬254) قال: الْفِقْهَ وَالْعَقْلَ (¬255) وَقَوْلُهُ تَعَالَى (¬256): {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} (¬257) قِيلَ: الْمَعْرِفَةَ بِالْقُرْآنِ (¬258).
قَوْلُهُ: "وَأوْزِعْهُمْ" (¬259) أيْ: ألْهِمْهُمْ. وَأوْزِعْنِى (¬260): ألْهِمْنى.
قَوْلُهُ: "يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِى عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ" هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬261) {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ (أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)} (¬262) وَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي أصْلَابِ آبَائِهِمْ. قَالَ الله تَعَالَى (¬263) {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (¬264) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}.
(¬265) "وَإِنْ نَزَلَ بِالْمُسْلِمِينَ نَازِلَةٌ" (¬266) أَيْ: بَلِيَّةٌ، كَالْخَوْفِ وَالْقَحْطِ وَالْغَلَاءِ أوْ نَحْوِ (¬267) ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: "التَّوَرُّكُ وَمُتَوَرِّكًا" (¬268) هُوَ أن يَقْعُدَ عَلَى وَرِكِهِ (¬269). وَهُوَ ظَاهِرُ الْفَخِذِ وَأعْلَاهُ. وَالْفَخِذُ (¬270) كَالْكَتِفِ.
وَالافْتِرَاشُ: أن يَفْتَرِشَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، أَيْ: يَجْعَلَهَا فِرَاشًا لَهُ (¬271).
"مَأبِضُ" (¬272): بَاطِنُ الرُّكْبَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬273).
قَوْلُهُ: "وَالإْشَارَةُ (¬274) بِالْمُسَبَّحَةِ" (¬275) سُمِّيَتْ مُسَبِّحَةً؛ لِأنَّهَا (¬276) يُشَارُ بِهَا عِنْدَ التَّسْبِيحِ (¬277) وَالتَّوْحِيدِ وَتُسَمَّى: السَّبَّابَةَ وَالْمُشِيرَةَ أيْضًا (270)؛ لِأنَّهَا (276) يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السِّبابِ. وَيُشِيرُ بِهَا عَرْضًا وَذُكِرَ أنَّ مَعْنَاهُ: أنَّ كُلَّ إِلهٍ سِوَاهُ فَهُوَ (270) مَمْحُوٌّ. وَأمَّا الْوُسْطَى، فَاسْمٌ يُوَافِقُ مَعْنَاهُ. وَأمَّا الخِنْصَرُ، فَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (¬278) أنَّهَا سُمِّيتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا أُخِذَتْ مِنَ الاخْتِصَارِ، لصغرها، ونُونُها زَائِدةٌ. والبِنْصَرُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ البُصْرِ وهو الْغِلَظُ لأنَّهَا أَغْلَظُ مِنَ الخِنْصَرِ.
وَفى الْحَدِيثِ: "بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ كَذَا" (¬279) يُرِيدُ: غِلَظَهَا. وَأمَّا الإْبْهَامُ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهُ اسْتَبْهَمَ (¬280) اشْتِقَاقُهَا. كَذَا ذَكَرَ (¬281) الصَّغَانِى (¬282).
¬__________
(¬251) في جمهرة اللغة 2/ 186.
(¬252) خ، ع: وزجرتك ودعتك ونهتك والمثبت من الجمهرة.
(¬253) خ: "قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا. . .} وهم من الناسخ؛ حسبه قولا منفردا.
(¬254) سورة لقمان آية 12.
(¬255) تفسير الطبرى 3/ 87 عن ابن مالك، وابن زيد. وانظر تفسير القرطبى 20/ 184.
(¬256) تعالى: ليس في ع.
(¬257) سورة البقرة آية 269.
(¬258) تفسير الطبرى 3/ 87، 88.
(¬259) في الدعاء: وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذى عاهدتهم عليه .. إلخ.
(¬260) ع: أوزعنى.
(¬261) سورة يس آية 60.
(¬262) ما بين القوسين ليس في خ. وقد اكتفى فيها بصدر الآية.
(¬263) سورة الأعراف آية 172.
(¬264) خ: ذرياتهم، وهي قراءة نافع وأبو عمرو وابن عامر. السبعة لابن مجاهد 297.
(¬265) هذا القول أقحم في شرح قوله "تباركت وتعاليت في الصفحة السابقة، وهنا موضعه في المهذب 1/ 82: فإن نزلت بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الفرائض.
(¬266) خ: ونحوه.
(¬267) متوركا ليس في ع. وفي المهذب 1/ 82: والفرض مما ذكرناه أربعة عشر منها: التورك في آخر الصلاة: الافتراش في سائر الجلسات.
(¬268) الورك: ما فوق الفخذ والمقصود به ها هنا: أن يلزق وركبه (أى: ما فوق الفخذ) بالأرض ويعتمد عليهما بعد أن ينحى رجليه، في التشهد الأخير. وانظر غريب أبي عبيد 2/ 110، 4/ 423 والعين 5/ 403 والمحكم 7/ 104 والمجمل 4/ 923 والفائق 4/ 55 والنهاية 5/ 176 والصحاح والمصباح (ورك) واللسان (ورك 4818).
(¬269) ليس في خ.
(¬270) وهذا غير الافتراش المنهى عنه وهو في الحديث "نهى عن افتراش السبع في الصلاة" أن يبسط ذراعيه ويلصقهما بالأرض كما يفعل السبع. أنظر غريب أبي عبيد 2/ 110 والنهاية 3/ 430 والعين 6/ 255 واللسان (فرش).
(¬271) لم يردّ في هذا الموضع من نسخة المهذب ذكر. ولعلّه في نسخة أخرى.
(¬272) ص 40.
(¬273) خ: يشير وفي المهذب 1/ 82: من الفروض الأربعة عشر: والإشارة بالمسبحة.
(¬274) وهى الأصبع التى تلى الإبهام.
(¬275) ع: لأنه.
(¬276) النهاية 2/ 332 واللسان (سبح 1916).
(¬277) 1/ 374.
(¬278) في الفائق 1/ 114: في حديث ابن مسعود: "بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام" وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام" وانظر النهاية 1/ 132.
(¬279) ع: انبهم.
(¬280) ع: ذكره.
(¬281) في العباب.
(¬282)

الصفحة 88