كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

تَرَاوَحْ مِنْ صَلَاةِ (الْمَلِيكِ) (¬18) ... فَطوْرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جُؤَارَا
وَأصْلُ ذَلِكَ: أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ بِمَكَّةَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَسْتَرِيحُونَ وَيَطوفُونَ بِالْبَيْتِ (أُسْبُوعًا) (¬19) فَيُسَمُّونَهَا تَرْوِيحَةً. ثُمَّ يُصَلُّونَ أرْبَعًا، وَيَطوفُونَ أيْضًا كَذَلِكَ، فَيَكُونُ تَرْوِيحَةً. وَالتَّراوِيحُ: جَمْعُ تَرْوِيحَةٍ، فَسُمِّيَت صَلَاةُ التَّراوِيحِ لِذَلِكَ (¬20).
قَوْلُهُ (¬21): "عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" السُّلَامَى (¬22) وَاحِدَةُ السُّلَامَيَاتِ، وَهِىَ عِظَامُ الْأصَابِعِ (¬23) وَقَالَ أبو عُبَيْدٍ (¬24): السُّلَامَى فِي الْأصْلِ: عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، وَيُقَالُ: إِنَّ آخِرَ مَا يَبْقَى فِيهِ الْمُخُّ مِنَ الْبَعِيرِ إِذا عَجِفَ (¬25): فِي السُّلَامَى وَالْعَيْنِ. قَالَ الرَّاجِزُ (¬26):
لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أنْقَيْن ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلَامَى أوْ عَيْن
قَوْلُهُ: "التَّهَجُّدُ" (¬27) هُوَ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَأصْلُهُ: السَّهَرُ، يُقَالُ: تَهَجَّدَ إِذَا سَهِرَ، وَألْقَى الْهُجُودَ -وَهُوَ: النَّوْمُ- عَنْ نَفْسِهِ. وَهَجَدَ أيْضًا: نَامَ (¬28).
قَوْلُهُ: "مَثْنَى مَثْنَى" (¬29) أَيْ: (اثْنَيْنِ) (¬30) اثْنَيْنِ (¬31)، وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنْ "ثَانٍ" (¬32) وَمِثْلُهُ: ثُنَاء (¬33).
قَوْلُهُ: "تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ" أصْلُهَا: تَحْيِيَةٌ: تَفْعِلَةٌ، فَأُدْغِمَت (¬34)، وَمَعْنَاهَا: السَّلَامُ كَأنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي أوَّلِ الدُّخُولِ إِلَى الْمَسْجِدِ بِمَنْزِلَةِ السَّلَامِ، كَمَا يُسَلِّمُ الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ أوَّلَ مَا يَلْقَاهُ.
¬__________
(¬18) خ: الملِيكة.
(¬19) خ: سبوعا.
(¬20) العين 3/ 293 وتهذيب اللغة 5/ 217 والنهاية 2/ 274 والمحكم 3/ 392 واللسان (روح 1768).
(¬21) في المهذب 1/ 84: روى أبو ذر (ر) أن النبي (ص) قال: "على كل سلامى من أحدكم صدقة" والحديث في سنن ابن ماجة 1/ 430 وغريب أبي عبيد 3/ 10، 11 والفائق 2/ 191 والنهاية 2/ 396 ومعالم السنن 1/ 278.
(¬22) السلامى: ليس في ع.
(¬23) الأصمعى: هى العظام التى بين كل مفصلين من مفاصل الأصابع والواحدة سلامى خلق الإنسان 208 وثابت 229 والزجاج 36 ونقل الزمخشرى عن ابن الأنبارى: السلامى: كل عظم مجوف، مما صغر من العظام. الفائق 2/ 191. والمقصود بها في الحديث: كل عظم صغر أو كبر. معالم السنن 1/ 278 وانظر غريب الحديث 2/ 11 وتهذيب اللغة 12/ 450 والنهاية 2/ 396.
(¬24) غريب الحديث 3/ 10، 11.
(¬25) في: ساقطة من ع.
(¬26) أبو ميمون النضر بن سلمة العجلى كما في الكنز اللغوى 208 وجمهرة اللغة 3/ 50 واللسان (سلم 2083).
(¬27) في المهذب 1/ 84: أفضل الصلوات التى يتطوع بها الإنسان في الليل والنهار: التهجد.
(¬28) ثلاثة كتب في الأضداد 40، 123، 124، 194، 247 وانظر إصلاح المنطق 247 والعين 3/ 285 وتهذيب اللغة 6/ 36.
(¬29) في المهذب 1/ 85: والسنة أن يسلم من كلّ ركعتين، لما روى ابن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مثنى مثني".
(¬30) من ع.
(¬31) ينبغى أن يكون اثنتين اثنين على التأنيث، قال أبو عبيد في تفسر (مثنى) أى ثنتين. مجاز القرآن 1/ 114 وفي تهذيب اللغة اثنتين اثنتين. غير أن الزجاج في المعانى 2/ 5 قال: اثنين اثنين وثلاثا ثلاثا، ولعله تصحيف في النص لأنه ذكر ثلاثا.
(¬32) كذا، والذى يذكره النحويون واللغويون أنه معدول عن اثنين اثنين. انظر مجاز القرآن، ومعانى الزجاج تعليق 27 ومعانى الفراء 1/ 254، 255 وتهذيب اللغة 15/ 141 واللسان (ثنى 513 وثلث 499) والنهاية 1/ 225 والغريبين 1/ 303.
(¬33) في تهذيب اللغة 15/ 141: ثناء وثلاث مصروفان عن ثلاثة ثلاثة واثنين اثنين. وانظر الغريبين 1/ 303.
(¬34) المحكم 1/ 304 واللسان (حيى 9078، 9079).

الصفحة 90