كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَمِنْ بَابِ سُجُودِ التِّلَاوَةِ
التِّلَاوةُ (¬1): الْقِرَاعَةُ. سُمِّيَتْ تِلَاوَةً، لِأنَّهَا يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَالتَّالِى: التَّابعُ: وَتَلَوْتُهُ: تَبِعْتُهُ.
قَوْلُهُ (¬2): {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (¬3) هُوَ جَمْعُ أُصُلٍ، مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ. وَأُصُلٌ: جَمْعُ أَصِيلٍ (¬4) وَهُوَ مَا بَعْدَ (صَلَاةِ) (¬5) الْعَصْرِ اِلَى غُرُوبِ الشَّمْس.
{(¬6) وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} قَالَ الْوَاحِدِىُّ (¬7): يَزِيدُهُمُ الْقُرْآنُ تَوَاضُعًا. {وَزَادَهُمْ نُفُورًا} أَيْ: ذعْرًا وَهَربًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى (¬8): {وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} أَيْ: لَا يَمَلُّونَ (¬9). وَالسَّآمَةُ: الْمَلَالُ. يُقَالُ: سَئِمْتُ مِنَ الشَّيْىءِ أسْأمُ سَآمَةً. أَيْ: مَلِلْتُ.
قَوْلُهُ (¬10): {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} مَعْنَاهُ: اقْتَرِبْ إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ. وَدَلِيلُهُ: قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (¬11) أقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ تَعَالَى (¬12) إِذَا كَانَ سَاجِدًا" (¬13).
قَوْلُهُ تَعَالَى: {(¬14) وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} خَرَّا: سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ (¬15) "وَأنَابَ" أَيْ: أقْبَلَ إِلَى اللهِ وَتَابَ وَرَجَعَ عَنْ مُنْكَرِهِ (¬16).
قَوْلُهُ (¬17) "تَشزَّنَّا لِلسُّجُودِ" قَالَ شَمِرٌ (¬18): مَعْنَاهُ: تَحَرَّفُوا، يُقَالُ: تَشَزَّنَ الرَّجُلُ لِلرَّمْى إِذَا تَحَرَّفَ وَاعْتَرَضَ. وَرَمَاهُ عَنْ شُزُنٍ (¬19)، أَيْ: تَحَرَّفَ لَهُ. وَتَشَزَّنَ لِلرَّمْىِ: إِذَا اسْتَعَدَ لَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ، رضِىَ الله عَنْهُ حِينَ حَضَرَ مَجْلِسَ الْمُذَاكَرَةِ (¬20)، فَقَالَ: "حَتَّى أَتَشَزَّنَ" أَيْ: حَتَّى أَسْتَعِدَّ لِلْحِجَاجِ مَأخُوذٌ مِنْ عُرْض الشَّيْىءِ وَجَانِبِهِ (¬21)، وَهُوَ: شُزُنُهُ، كَأنَّ الْمُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطُّمَأنِينَةَ فِي [جُلُوسِهِ] (¬22) وَيَقْعُدُ
¬__________
(¬1) سجود التلاوة مشروع للقارئ والمستمع. المهذب 1/ 85.
(¬2) في مواضع السجدات من القرآن الكريم: وسجدة في الرعد عند قوله تعالى {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}.
(¬3) سورة الرعد آية 15.
(¬4) مجاز القرآن 1/ 328 ومعانى الزجاج 2/ 440 وانظر شرح القصائد السبع ص 382، 383.
(¬5) ليس في خ.
(¬6) في المهذب 1/ 85: وفي بنى إسرائيل عند قوله تعالى: {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} آية 109.
(¬7) في المهذب 1/ 85: وسجدة في الفرقان عند قوله تعالى: {وَزَاهمْ نُفُورًا} آية 60.
(¬8) سورة السجدة آية 38.
(¬9) في المهذب 1/ 85: وسجدة في حم السجدة عند قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يَسْأمُون} آية 38.
(¬10) البحر المحيط 7/ 499 وتفسير العزيزى 138.
(¬11) في المهذب 1/ 85: والثالثة في آخر "اقرأ": {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} آية 9.
(¬12) تعالى: ليس في ع.
(¬13) في المهذب 1/ 85: وأما سجدة (ص) فهي عند قوله عز وجل: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} آية 24.
(¬14) خ: فخر ركعا: تحريف ولم تذكر: وأناب.
(¬15) خَرَّ لِوَجْهِهِ يَخِرُّ خَرًّا وَخُرورًا وقع وفي التنزيل {وَيَخِروْنَ لِلأذْقَانِ يَبْكُون} المحكم 4/ 368 وتحفة الأريب 112.
(¬16) مجاز القرآن 1/ 330.
(¬17) في المهذب 1/ 85: روى أبو سعيد الخدرى (ر) قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقرأ (ص) فلما مر بالسجود تشزنا للسجود.
(¬18) تهذيب اللغة 11/ 303.
(¬19) ع: تشزن. والمثبت من خ وتهذيب اللغة 11/ 303 واللسان (شزن 2256).
(¬20) الفائق 2/ 241، 242 والنهاية 2/ 471 واللسان (شزن).
(¬21) تهذيب اللغة والفائق والنهاية تعليق 20 واللسان (شزن).
(¬22) خ، ع: حديثه والمثبت من الغريبين 2/ 97.

الصفحة 91