كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

وَالشَّهِيقُ: صَوْتُ الزَّفِيرِ وَالنَّحِيم (¬8) مِنَ الْحَلْقِ، وَأصْلُهُ: صَوْتُ الحِمَارِ (¬9). يُقَالُ: شَهَقَ يَشْهَقُ شهيقا (¬10) وَيُقَالُ: الشَّهِيقُ (¬11): رَدُّ النَّفَس. وَالزَّفِيرُ: إِخْرَاجُهُ (¬12).
سُمِّىَ "ذَا اليَدَيْنِ" (¬13) لِأنَّهُ كَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ.
قَوْلُهُ (¬14): "فَحَدَقَنِى الْقَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ" التَّحْدِيقُ: شِدَّةُ النَّظَرِ، مَأخُوذٌ مِنْ حَدَقَةِ الْعَيْنِ وَهُوَ سَوَادُهَا (¬15).
قَوْلُهُ: "وَاثُكْلَ أُمَّاهُ" الثُّكْلُ: فُقْدَانُ الْأمِ وَلَدَهَا. وَكَذَلِكَ الثَّكَلُ - بِالتَّحْرِيكِ (¬16). وَامْرَأةٌ ثَاكِلٌ. وَثَكَلَتْهُ أُمُّهُ، أَيْ: فَقَدَتْهُ بَعْدَ وُجُودِهِ (¬17).
قَوْلُهُ: "وَلَا كَهَرَنِى" قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬18): الْكَهْرُ: الانْتِهَارُ، وَفِى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَكْهَرْ} (¬19).
قَوْلُهُ: "فَإنْ رَأى ضَرِيرًا" (¬20) الضَّرِيرُ: هُوَ الْأعْمَى، مَعْرُوفٌ، فَعِيلٌ مِنَ الضُّرِّ.
قَوْلُهُ: "وَلْتُصَفِّق النِّسَاءُ" (¬21) التَّصْفِيقُ: الضَّرْبُ الَّذِى يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، وَكَذَلِكَ التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ: التَّصْوِيتُ. وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: أن يَضْرِبَ ظَهْرَ كَفِّهِ الْيُسْرَى بِرَاحَتِهِ اليُمْنَى. وَقِيلَ: يَضْرِبُ ظَهْرَ (¬22) كَفِّهِ اليُسْرَى بِإصْبَعَيْنِ مِنْ يَدِهِ الْيُمْنَى.
قَوْلُهُ: " (وَإِنْ) شَمَّتَ عَاطِسًا" (¬23) تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ: هُوَ الدُّعَاءُ لَهُ (¬24)، كَقَوْلِهِ: يَرْحَمُكَ الله.
وَكُلُّ دَاعٍ لِأخِيهِ فَهُوَ مُشَمِّتٌ وَمُسَمِّتٌ. قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬25): اشْتِقَاقُهُ مِنَ الشَّوَامِتِ، وَهِىَ الْقَوَائِمُ يُقَالُ: لَا تَرَكَ الله لَكَ شَامِتَةً، أَيْ: قَائِمَةً لِأنَّ (¬26) مَعْنَاهُ التَّبْرِيكُ، وَهُوَ: الدُّعَاءُ بِالثَّباتِ، وَهُوَ الاسْتِقَامَةُ. وَهُوَ بِالسِّينِ مِنَ السَّمْتِ. وَهُوَ: الْحُسْنُ فِي الْهَيْئَةِ وَالشَّارَة. وقالَ فِي الصَّحَاحِ (¬27): قَالَ ثَعْلَبُ: الاخْتِيَارُ: السِّينُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ؛ لأنَّهُ مَأخُوذٌ مِنَ السَّمْتِ، وَهُوَ: الْقَصْدُ وَالْمَحَجَّةُ.
¬__________
= الحكاية. العين 3/ 341 وتهذيب اللغة 5/ 339، 340.
(¬8) ع: النخير. والمثبت من خ والنحيم وإنما يكون من الحلق. والنخير من الأنف.
(¬9) الفراء: الزفير: أول نهيق الحمار وشبهه، والشهيق من آخره. معانى القرآن 2/ 28 وانظر عناية القاضى 5/ 137، 6/ 276 والبحر المحيط 5/ 262 والمفردات للراغب 312.
(¬10) من أبواب نفع وضرب ومنع.
(¬11) رد: ساقطة من خ.
(¬12) المراجع السابقة والعين 3/ 61 والمحكم 4/ 84 والصحاح (شهق وزفر) واللسان (زفر 1841 وشهق 2353).
(¬13) في المهذب 1/ 87: روى أبو هريرة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت. . . إلخ وهو رجل من بنى سليم واسمه الخرباق، ويقال: عمرو. وقيل كان يعمل بيديه جميعا فسمى ذا اليدين ترجمته في الاستيعاب 475 وطبقات ابن سعد 3/ 167 والإصابة 2/ 271، 420 وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 185.
(¬14) في المهذب 1/ 87: روى عن معاوية بن الحكم (ر) قال: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله فحدقنى القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أماه ما لكم تنظرون إلى فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانى بأبى وأمى هو ما رأيت معلما أحسن تعليما منه. والله ما ضربنى - صلى الله عليه وسلم - ولا كهرنى. . . إلخ الحديث.
(¬15) خلق الإنسان للأصمعى 180 ولثابت 106 وللزجاج 18 والعين 3/ 41 وتهذيب اللغة 4/ 33 والمحكم 2/ 396 والنهاية 1/ 354.
(¬16) الثكل: وزان قفل وبفتح الثاء والكاف كما في المصباح (ثكل).
(¬17) تهذيب اللغة 10/ 180 وجمهرة اللغة 2/ 49 والصحاح (ثكل) واللسان (ثكل 495).
(¬18) غريب الحديث 1/ 114، 115.
(¬19) سورة الضحى آية 9. قال الفراء: وهى في مصحف عبد الله -يعنى ابن مسعود- {فَلَا تَكْهَرْ} وسمعتها من أعرابى من بنى أسدّ قرأها على. معانى القرآن 3/ 274 وانظر البحر المحيط 8/ 486.
(¬20) في المهذب 1/ 87: فإن رأى المصلى ضريرًا يقع في بئر فأنذره. . . إلخ.
(¬21) في المهذب 1/ 88 عن سهل بن سعد الساعدى (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نابكم شىء في الصلاة فليسبح الرجال ولتصفق النساء".
(¬22) ساقط من خ.
(¬23) خ: فإن والمثبت من ع والمهذب 1/ 88.
(¬24) له: ليس في ع.
(¬25) الفائق 2/ 261.
(¬26) ع: كأن والمثبت من خ والفائق.
(¬27) مادة (سمت).

الصفحة 93