كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

الْمُصِيبَةِ.
قَوْلُهُ: "وَيُكْرَهُ التَّثَاؤُبُ" (¬54) بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ. يُقَالُ: تَثَاءَبَ، وَلَا يُقَالُ: تَثَاوَبَ (¬55).
قَوْلُهُ: "فحَتَّهُ بِعُرْجُونٍ (¬56) " حَتَّةُ أَيْ: قَشَرَةُ (¬57). وَعُرْجُونُ فُعْلُون مِن الانْعِرَاجِ، وَهوَ: الانْحِنَاءُ وَالْمَيْلُ (¬58).
قَوْلُهُ: "فَإنْ أصَابَتْهُ بَادِرَةٌ، وَبَدَرَهُ الْبُصَاقُ" يُقَالُ: بَدَرَهُ الْبُصَاقُ يَبْدُرُهُ أَيْ: سَبَقَ (¬59) وَبَدَرَ الْقَوْمَ إِذَا كَانَ أوَّلَهُمْ. وَيُقَالُ: البُصَاقُ وَالْبُزَاقُ وَبَصَقَ وَبَزَقَ. وَلَا يُقَالُ بَسَقَ بِالسِّينِ إِلَّا فِي الطُّولِ (¬60).
* * *
¬__________
= 1/ 223: أهبط إلى الأرض كذلك وهو شكل من أشكال أهل المصائب يضعهن أيديهم على الخواصر إذ قاموا في المآتم.
(¬54) في الصلاة: المهذب 1/ 89.
(¬55) المصباح (ثوب).
(¬56) في المهذب 1/ 89: روى أبو سعيد الخدرى (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مسجدا يوما فرأى في قبلة المسجد تخامة فحتها يعرجون معه. . . إلخ الحديث.
(¬57) ع: فحته يعرجون حتى قشره. تحريف.
(¬58) في العين 2/ 320: العرجون أصل العذق وهو أصغر عريض يشبه الهلال به إذا انمحق قال تعالي: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)} [يس: 39]. وانظر تهذيب اللغة 3/ 320 ومجاز القرآن 2/ 161 ومعانى الفراء 2/ 378 وقال ابن جنى في قول رؤية: "في خدر مياس الدمى معرجن" قوله "المعرجن" يشهد بكون النون من عرجون أصلا وإن كان من معنى الانعراج ألا تراهم فسروا قول الله تعالى {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}. فقالوا: هى الكباسة إذا قدمت فانحنت، فقد كان على هذا القياس يجب أن يكون نون (عرجون) زائدة كزيادتها في زيتون غير أن بيت رؤية منع هذا وأعلمنا أنه أصل رباعى قريب من لفظ الثلاثى الخصائص 1/ 361 والمحكم 2/ 305.
(¬59) في المهذب 1/ 89 فإن بدره البصاق وبعده: فإن بدره بصق في جيبه، عبارة ع: قوله: فإن أصابته بادرة، يقال: بدره البصاق يبدره أى سبق. وعبارة خ: "قوله: فإن أصابته بادرة وبدره البصاق" يقال: بدر أى سبق.
(¬60) إصلاح المنطق 184 وأدب الكاتب 387.
وَمِنْ بَابِ سُجُودِ السَّهْوِ
الْسَّهْوُ: هُوَ الْغَفْلَةُ، وَقَدْ سَهَا عَنِ الشَّيْىءِ فَهُوَ سَاةٍ وَسَهْوَانٌ (¬1).
قَوْلُهُ: "وَالسَّجْدَتَان تُرْغِمَانِ أَنْفَ الشَّيِّطان" (¬2) الرَّغَامُ بِالْفَتْحِ: التُّرَابُ. وَمَعْنَى "أرْغَمَ اللهُ أَنْفَهُ" أَيْ: أَلْصَقَهُ بِالتُّرابِ. وَ"فَعَلْتُ الشَّيْىءَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ" أَيْ: ألْصَقْتُهُ بِالتُّرابِ (¬3). وفِيةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: رَغْم، وَرِغْم، وَرُغْم (¬4) وَرَغَمَ أَنْفُهُ ورَغِمَ (3) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬5).
وَفِى الحدِيثِ: "وَإنْ رغِمَ أَنْفُ أبِى ذَرٍّ" (¬6). وَقَوْلُهُ تَعْالَى: {مُرَاغَمًا كَثِيرًا} (¬7) وَهُوَ: الْمَذْهَبُ (وَالْمضْطَربُ) (¬8) فِي الْأرْضِ.
¬__________
(¬1) المحكم 4/ 293 وفي المثل: إن الموصين بنو سهوان. وانظر ديوان الأدب 4/ 66 والصحاح (سهو) وجمهرة الأمثال 1/ 48.
(¬2) يعنى سجدتى السهو. المهذب 1/ 89.
(¬3) العين 4/ 417 والفاخر 7 والزاهر 1/ 330 والبارع 324، 325 والمحكم 5/ 308 والصحاح (رغم).
(¬4) إصلاح المنطق 85 وأدب الكاتب 570 والبارع 324 والمحكم 5/ 308 والمثلث لابن السيد 2/ 29 والدرر المبتثة 118.
(¬5) البارع 324 والمصباح (رغم) وانظر المراجع السابقة.
(¬6) صحيح مسلم كتاب الإيمان 1/ 66، والنهاية 2/ 239.
(¬7) سورة النساء آية: 100.
(¬8) ع، خ: والمضرب. ونقله عن الصحاح وفيه: المضطرب وكذلك ذكر الفراء أنه: المذهب والمضطرب وكذلك ذكره الزجاج وأنشد:
إلَى بَلَدٍ غَيْرِ دَانِى الْمَحَلِّ ... بَعِيدِ الْمُرَاغَمِ وَالْمُضْطَرَبْ
وكذا في اللسان. وانظر معانى الفراء 1/ 284 ومعانى الزجاج 2/ 104 والصحاح واللسان (رغم). ولعله المهرب وحرفت الى المضرب. وفي اللسان: وقيل المهرب في الأرض.

الصفحة 95