كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب (اسم الجزء: 1)

قَوْلُهُ: "اشْتَدَّ إِلِى الصَّلَاةِ" (¬28) أيْ: أَسْرَعَ وَجَرَى، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الشِّدَّةِ.
قَوْلُهُ: "بَادِوُوا حَدَّ الصَّلَاةِ" أيْ أَوَّلَهَا، وَحَدُّ الشَّيْىءِ: مُبْتَدَأُهُ وَمُنْتَهَاهُ. وَأَصْلُ الْحَدِّ: الْمَنْعُ مِنَ الْخُرُوجِ وَالْوُلُوجِ.
قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ: "إِذَا أُقِيمَت (¬29) الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأنْتُمْ (¬30) تَسْعَوْنَ" أيْ تَعْدُون.
قَوْلُهُ: "وَعَلَيْكُمُ السَّكِيَنةُ" هِىَ: فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الْحَرَكَةِ، وَمَعْنَاهُ: الْقَصْدُ فِي الْمَشْىِ (¬31)، وترْكُ الإِسْرَاعِ.
قَوْلُهُ: "فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ" (¬32) أيْ: الْمَفْرُوضَةَ. وَالْكِتَابُ: الْفَرْضُ وَالْحُكْمُ وَالْقَدَرُ (¬33).
قَوْلُهُ: "قَصَدَ الكِيَادَ وَاْلإفْسَادَ" (¬34) الْكِيَادُ: فِعَالٌ مِنَ الْكَيْدِ وَهُوَ الْمَكْرُ. يُقَالُ: كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْدًا وَمَكِيدَةً، وَكَذَلِكَ الْمُكَايَدَةُ. وَكُلُّ شَيْىءٍ تُعَالِجُهُ، فَأنْتَ تَكِيدُهُ. ذَكَرَهُ فِي الصَّحَاحِ (¬35).
قَوْلُهُ: "يَحْتَسِبُ اللهُ لَهُ. . إلخ" (¬36) أَيْ: يَعْتَدُّ اللهُ لَهُ فِي حِسَابِ (¬37) عَمَلِهِ.
قَوْلُهُ: "اعْتَدِلُوا فِي صُفُوفِكُمْ وَتَرَصُّوا" (¬38) الاعْتِدَالُ: الاسْتِقَامَةُ وترْكُ الْمَيْلِ. "وترَاصُّوا" (¬39) أيْ: تَلَاصَقُوا. مِنْ رَصَصْتُ البِنَاءَ: إِذَا ألْصَقْتَ حَجَرًا إِلَى حَجَرٍ، وَلَبِنَةً إِلَى لَبِنَةٍ، قَالَ الله تَعَالَى: {كَأنَهُمْ بُنْيَانٌ مرْصُوصٌ} (¬40).
قَوْلُهُ: "فَإنَّ فِيهِمُ السَّقِيَم" (¬41) أَيْ: الْمَرِيضَ، وَالسَّقَامُ وَالسُّقْمُ وَالسَّقَمُ: الْمَرَضُ. وَهُمَا لُغَتَانِ مِثْلُ: حُزْنٍ وَحَزَنٍ (¬42).
قَوْلُهُ: "يُؤثِروُنَ التَّطْوِيلَ" (¬43) أَىْ: يَخْتَارُونَ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَسْتَأثِرُ عَلَى أصْحَابِهِ، أَيْ: يَخْتَارُ أفعَالًا وَأخْلَاقًا حَسَنَةً (¬44).
¬__________
(¬28) في المهذب 1/ 94: روى أن عبد الله بن مسعود اشتد إلى الصّلاة وقال: بادروا حد الصلاة يعنى التكبيرة الأولى.
(¬29) خ: أتيتم 1/ 94: روى أبو هرورة (ر) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إذا أقيمت الصّلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن أتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا، والحديث في صحيح البخارى 2/ 9 كتاب الجمعة وصحيح مسلم مساجد 2/ 100 ومسند أحمد 2/ 237 ومعالم السنن 1/ 162.
(¬30) ليس في خ. ولى في بعض روايات الحديث.
(¬31) خ الشيىء: وانظر النهاية 2/ 385 وغريب ابن الجوزى 1/ 481.
(¬32) في المهذب 1/ 94، 95: كان حضر وقد أقيمت الصّلاة لم يشتغتل عنها بنافلة لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أقيمت الصّلاة فلا صحة إِلَّا المكتوبة.
(¬33) الصحاح (كتب) وأنشد للجعدى:
يَا ابْنَةَ عَمِّى كِتَابُ اللهِ أخْرَجَنى ... عَنْكُمْ وَهَل أمْنَعَنَّ الله مَا فَعَلَا
(¬34) في المهذب 1/ 95: وإن حضر وقد فرغ الإمام من الصّلاة فإن كان للمسجد إمام راتب كره أن يستأنف فيه جماعة لأنه ربما اعتقد أنّه قصد الكياد والافساد.
(¬35) مادة (كيد).
(¬36) في المهذب 1/ 95: إذا صلّى وأعاد مع الجماعة: يحتسب الله له بأيتهما شاء. وفي خ: "يحتسب الله له وغير محتسب للإمام".
(¬37) ع: حسنات.
(¬38) في المهذب 1/ 95: روى أنس (ر) قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا فإنى أراكم من وراء ظهرى". والحديث في صحيح مسلم 1/ 323 وسنن أبي داود / 154.
(¬39) خ: تراصوا.
(¬40) سورة الصف آية 4.
(¬41) في المهذب 1/ 95: روى أبو هرورة (ر) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إذا صلّى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير، وانظر صحيح مسلم 2/ 43.
(¬42) إصلاح المنطق 86 والعين 5/ 87 وأدب الكاتب 530 والمحكم 6/ 154، الصحاح (سقم) وفي المصباح سَقِمِ سَقَمًا من باب تعب وسَقُم سُقْمًا من باب قرب والسِّقام بالفتح: اسم منه.
(¬43) في المهذب 1/ 96 فإن صلى بقوم يعلم أنّهم يؤثرون التطويل لم يكره.
(¬44) الصحاح (أثر) واللسان (أثر 26) وانظر تهذيب اللغة 15/ 122 والغريبين 1/ 15.

الصفحة 99