أرسل الكلاب، أو أجري مجرى المثل، نحو: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} 1.
"تصيير الفعل المتعدي لازما":
خاتمة: يصير المتعدي لازما أو في حكم اللازم بخمسة أشياء:
الأول: التضمين لمعنى لازم؛ والتضمين: إشراب اللفظ معنى لفظ آخر وإعطاؤه حكمه؛ لتصير الكلمة تؤدي مؤدى كلمتين؛ نحو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} 2، أي: يخرجون، {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} 3، أي: تنب، {أَذَاعُوا بِهِ} 4، أي: تحدثوا, {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} 5 أي: بارك لي.
ومنه قول الفرزدق "من الرجز":
402-
كيف تراني قالبا مجني ... قد قتل الله زيادا عني
__________
= "كلب"؛ والمستقصى 1/ 330، 341؛ ومجمع الأمثال 2/ 142.
يضرب في النهي عن الدخول بين قوم بعضهم أولى ببعض.
1 النساء: 171.
2 النور: 63.
3 الكهف: 28.
4 النساء: 83.
5 الأحقاف: 15.
402- التخريج: الرجز للفرزدق في الخصائص 2/ 310؛ وشرح الأشموني 1/ 200؛ والمحتسب 1/ 52؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 247، 2/ 109، 179؛ وشرح شواهد المغني 2/ 962.
اللغة: المجن: الترس.
المعنى: لا تعجب من تركي سلاحي، فقد كفاني الله شر زياد بالموت، وأراحني من قتله وأذيته.
الإعراب: كيف: اسم استفهام في محل نصب حال مقدمة. تراني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. قالبا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة للفعل ترى. مجني: مفعول به لاسم الفاعل قالبا منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. قتل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. زيادا: مفعول به منصوب بالفتحة. عني: جار ومجرور متعلقان بالفعل قتل.
وجملة "كيف ترى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قتل الله زيادا": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "قتل الله عني ... " حيث ضمن الشاعر "قتل" معنى "صرف" فعداه بـ"عن" كما يتعدى به "صرف".