كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)
"تصيير الفعل اللازم متعديا":
ويصير اللازم متعديا بسبعة أشياء:
الأول: همزة النقل كما أسلفته.
الثاني: تضعيف العين، نحو: "فرح زيد"، و"فرحت زيدا".
وقد اجتمعا في قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} 1.
الثالث: المفاعلة، تقول في "جلس زيد، ومشى، وسار": "جالست زيدا، وماشيته، وسايرته".
الرابع: "استفعل" للطلب أو النسبة للشيء، كـ"استخرجت المال"، و"استحسنت زيدا"، و"استقبحت الظلم"، وقد ينقل ذا المفعول الواحد إلى اثنين، نحو: "استكتبته الكتاب"، و"استغفرت الله الذنب"، ومنه قوله "من البسيط":
405-
أستغفر الله ذنبا لست أحصيه ... "رب العباد إليه الوجه والعمل"
__________
= المعنى: لقد أصابت فؤادك حلوة بهواها، فغلبته على أمره، كيف لا وهي تملك فما باسما، وتقبل صاحبها وتتركه يمص ريقها البارد العذب.
الإعراب: تبلت: فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. فؤادك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. في المنام: جار ومجرور متعلقان بـ"تبلت". خريدة: فاعل "تبلت" مرفوع بالضمة. تسقي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". الضجيع: مفعول به منصوب بالفتحة. ببارد: "الباء": حرف جر زائد، "بارد": مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه مفعول به ثان. بسام: صفة "بارد" مجرورة بالكسرة.
وجملة "تبلت فؤادك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تسقي": في محل رفع صفة لـ"خريدة".
والشاهد فيه قوله: "تسقي الضجيع ببارد" حيث عدى الفعل "تسقي" إلى المفعول الثاني "ببارد" وأصله أن يتعدى بنفسه. وهذا للضرورة الشعرية.
1 آل عمران: 3.
405- التخريج: البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص524؛ والأشباه والنظائر 4/ 16؛ وأوضح المسالك 2/ 283؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وخزانة الأدب 3/ 111، 9/ 124؛ والدرر 5/ 186؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 420؛ وشرح التصريح 1/ 394؛ وشرح المفصل 7/ 63، 8/ 51؛ والصاحبي في فقه اللغة ص181؛ والكتاب 1/ 37؛ ولسان العرب 5/ 26 "غفر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 226؛ والمقتضب 2/ 321؛ وهمع الهوامع 2/ 82. =
الصفحة 448