كتاب شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وتوهم المبرد أن هذا مضارع "حاشى" الاستثنائية، وإنما تلك حرف أو فعل جامد لتضمنه معنى الحرف، كما مر. اهـ.
"حكم الاسم الواقع بعد "لا سيما"":
خاتمة: جرت عادة النحويين أن يذكروا "لا سيما" مع أدوات الاستثناء؛ مع أن الذي بعدها منبه على أولويته بما نسب لما قبلها.
ويجوز في الاسم الذي بعدها الجر والرفع مطلقا، والنصب -أيضا- إذا كان نكرة، وقد روي بهن قوله "من الطويل":
469-
"ألا رب يوم صالح لك منهما" ... ولا سيما يوم بدارة جلجل
__________
= وجملة "لا أرى فاعلا": بحسب ما قبلها "في محل نصب حال من النعمان من البيت السابق". وجملة "يشبهه": في محل نصب صفة لـ"فاعلا". وجملة "لا أحاشي": معطوفة على جملة "ولا أرى".
والشاهد فيه قوله: "أحاشي": حيث جاء بالفعل المضارع من "حاشى"، فدل على أنه فعل متصرف.
469- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص10؛ والجنى الداني ص334، 443؛ وخزانة الأدب 3/ 444، 451؛ والدرر 3/ 183؛ وشرح شواهد المغني 1/ 412، 2/ 558؛ وشرح المفصل 2/ 86؛ والصاحبي في فقه اللغة ص155؛ ولسان العرب 14/ 411 "سوا"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص193؛ وهمع الهوامع 1/ 334.
اللغة: منهما: يقصد عنيزة وصاحبتها في الهودج. دارة جلجل: موضع فيه غدير ماء.
المعنى: هناك أيام كثيرة تصلح للعيش مع هاتين الحلوتين، وخصوصا إذا كان المكان جميلا كدارة جلجل، حيث طاب لنا اليوم فيه.
الإعراب: ألا رب: "ألا": حرف استفتاح، "رب": حرف جر شبيه بالزائد. يوم: اسم مجرور لفظا، مرفوع محلا على أنه مبتدأ. صالح: صفة "يوم" مجرورة "على اللفظ" بالكسرة. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر "يوم". منهما: جار ومجرور متعلقان بخبر "يوم" أيضا. ولا سيما: "الواو": للاستئناف، "لا": نافية للجنس، "سي": اسمها منصوب بالفتحة؛ وخبرها محذوف، ما: يجوز أن تكون زائدة فيكون "يوم" مجرورا بالإضافة إلى "سي"، ويجوز أن تكون "ما" موصولة في محل جر بالإضافة إلى "سي" وعليه يكون "يوم" مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف؛ وتقدير الكلام: ولا مثل الذي هو يوم يوم، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، ويجوز أن تكون "ما" نكرة تامة في محل جر بالإضافة إلى "سي". أيضا، وعليه يكون "يوم" منصوبا على التمييز.
وجملة "ألا رب يوم لك منهما": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولا سيما": استئنافية لا محل لها.

الصفحة 529