كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 1)
أبي منصور الأزهري المتوفى (370 هـ) أول لبنة في محاولة إنشاء علم مستقل يختص بلغة الفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، فكان عمدة للفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من الفقهيات ضمنه مؤلفه شرح الألفاظ والمصطلحات الفقهية الواردة في الجامع الذي اختصره المزني كما عمد فيه إلى الكشف عن بعض الآداب والمعارف، وسجل فيه بعض المواعظ، والأراء الفقهية والخلافات بين المذاهب.
فهو بحق معلمة يحتاج إليها الفقيه واللغوي معاً، كما أنه مورد عذب زلال ينهل منه طلبة العلم من مختلف التخصصات. رتبه مؤلفه على الأبواب الفقهية.
وتلا الأزهري في هذا الميدان العلّامة اللغوي أحمد بن فارس الرازي المتوفى سنة (395 هـ) الذي صنف كتابه "حلية الفقهاء" (¬1)، والذي شرح به غريب الألفاظ الواردة في مختصر المزني فهو بهذا يشبه ما قدمناه عن عمل الأزهري في "الزاهر".
وقد نهج ابن فارس منهجاً حسناً في الشرح صدره بمقدمة ذكر فيها بعض التعريفات والمباحث الأصولية التي يحتاج إليها الفقيه. وقد رتبه على أبواب الفقه.
ثم جاء العلّامة الشافعي محمد بن أحمد بن بطال الركبي المتوفى سنة (633 هـ)، الذي صنف مؤلفاً هاماً ومفيداً في غريب مهذب الشيرازي سماه "النظم المستعذب في شرح غريب المهذب" (¬2)، بين في مقدمته سبب تأليفه هذا
¬__________
= محمد جبر الألفي مع مراجعة الشيخ محمد بشير الأولبي، والدكتور عبد الستار أبو غدة. كما حققه الدكتور سميح أبو مغلي ونال به درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1976 م.
(¬1) نشر الكتاب في طبعته الأولى بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في الشركة المتحدة للتوزيع بيروت سنة 1403 هـ -1983 م.
(¬2) طبع الكتاب على هامش المهذب في مجلدين في مطبعة دار إحياء الكتب العربية سنة 1376 هـ.