كتاب الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (اسم الجزء: 1)
قال العلامة الجمال بن عبد الهادي: "قال شيخنا عز الدين المصري ضبطت للخرقي ثلاثمائة شرح، وقد اطلعنا له على ما يقرب من عشرين شرحاً .. " (¬1).
ومن أبرز وأشهر من شرحه، الإمام موفق الدين بن قدامه المقدسي (ت 620 هـ) في كتابه الموسوم بـ"المغني"، وقد أجاد مؤلفه فيه وجمل به المذهب، وقرأ عليه جماعة وأثنى ابن غنيمة على مؤلفه فقال: "ما أعرف أحداً في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق .. " (¬2)
وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام السلمي (ت 660 هـ): "ما رأيت في كتب الإسلام مثل المحلى والمجلى (¬3) لابن حزم، وكتاب "المغني" للشيخ موفق الدين في جودتهما وتحقيق ما فيهما، ونقل عنه أنه قال: "لم تطب نفسي بالإفتاء حتى صارت عندي نسخة المغني" قاله ابن مفلح، حكاه عنه ابن بدران، (¬4) قال الذهبي: "صدق الشيخ عز الدين". (¬5)
وطريقة الشيخ الموفق في هذا الشرح، قال عنها صاحب "المدخل": "أنه يكتب المسألة من الخرقي ويجعلها كالترجمة ثم يأتي على شرحها وتبيينها وبيان ما دلت عليه بمنطوقها ومفهومها ومضمونها، ثم يتبع ذلك ما يشبهها مما ليس بمذكور في الكتاب فتحصل المسائل كتراجم الأبواب، ويبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه ويذكر لكل إمام ما ذهب إليه ويشير إلى دليل بعض أقوالهم، ويعزو الأخبار إلى كتب الأئمة من أهل الحديث ... " (¬6).
فهو بحق معلمة فقهية هائلة يجد فيها الباحث نفعاً عظيماً وهو يجول في
¬__________
(¬1) انظر: (الدر النقي للمصنف: ص 743).
(¬2) انظر: (المدخل لابن بدران: ص 215).
(¬3) وهو كتاب في الفقه وهو المتن الذي عمل عليه شرحاً سماه المحلى، وطبع هذا الأخير بتحقيق العلامة أحمد شاكر.
(¬4) انظر: (المدخل لابن بدران: ص 215).
(¬5) انظر: (سير أعلام النبلاء: 18/ 193).
(¬6) انظر: (المدخل لابن بدران: ص 215).