كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

الذي ورد فيه من رواية ابن منبه عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قيل لموسى عليه السلام قل لبني إسرائيل: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58] فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على أسقاههم وقالوا حبة في شعره" وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- فى قوله تعالى {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} [البقرة: 58] "يريد بيت المقدس" {فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا} [البقرة: 58] يريد لا حساب عليكم. {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [البقرة: 58] يريد باب بيت المقدس مسجد اللَّه تعالى {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] يريد لا إله إلا اللَّه لأنها كلمة تحط الذنوب {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59] قالوا بالعبرانية حبة سمراء يريد الحنطة {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: 59] أي عذابا {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة: 59] وكان يقال من صلى عند باب حطة ركعتين كان له من الثواب بعدد من قيل له من بني إسرائيل ادخل فلم يدخل.
وعن علي بن سلام بن عبد السلام عن أبيه قال سمعت أبا محمد بن عبد السلام يقول: الباب النحاس الذي في المسجد باب الحمل الأوسط هو من متاع كسرى والباب النحاس الذي على باب المسجد باب داود الذي تخرج منه إلى سوق سليمان بن صهيون. والباب الذي يعرف بباب حطة هو الباب الذي كان بأريحا لما خربت نقل الباب إلى المسجد قال إنما سمى باب حطة لأن اللَّه تعالى أمر بني إسرائيل أن يدخلوا منه ويقولوا حطة. وحطة فعلة من الحط وهو وضع الشيء من أعلى إلى أسفل يقال حط الحمل عن الدابة والسيل حط الحجر من الجبل قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] أي مغفرة فقالوا حنطة وقال مقاتل إنهم أصابوا خطة بإبائهم على موسى دخول الأرض المقدسة التي فيها الجبارين فأراد

الصفحة 203