كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

فيها وعن أخذه الورقات منها وإنه لم يبق معه إلا ورقة واحدة ادخرها لنفسه، قال: فكنا نسأله يرينا إياها فيدعو بمصحفه فيخرجها من بين ورق المصحف خضراء فيأخذها ويقبلها وندفعها إليه فيضعها على عينيه ثم يردها ويضعها بين ورق المصحف، فلما احتضر أوصى أن يجعلها بين كفنه وصدره فكان آخر عهدنا بها أن وضعها على صدره ثم وضعوا أكفانه عليها، قال الوليد بن مسلم لأبي النجم هل وصفوها لك؟ قال: نعم شبهوها بورق الدراقن بمنزلة الكف محددة الرأس.
وفي لفظ آخر من رواية إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن حباشة النميري أنه ذهب يستقي من جب سليمان الذي في بيت المقدس فانقطع دلوه فنزل الجب ليخرجه فبينما هو يطلبه بذلك الجب إذ هو بشجرة فتناول ورقة من الشجرة وإذا هي ليست من شجر الدنيا فأتى بها عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- فقال -رضي اللَّه عنه- أشهد أن هذا هو الحق سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يدخل الجنة رجل من أهل هذه الأمة الجنة قبل موته وأخذ الورقة وجعلها بين دفتى المصحف". وذكر أبو حذيفة إسحاق بن بشر في فتوح بيت المقدس قال وكان في المسلمين رجل من بني تميم يقال له أبو المحشن وكان شجاعًا وكان الناس يذكرون منه إصلاحًا ففقدوه يوما وكانوا يسألون عنه ولا يخبرون عنه بشيء حتى أيسوا منه وظنوا أنه قد اغتيل فذهب به، فبينما الناس جلوس إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ينظر الناس إلى مثل تلك الورقتين قط أخضر خضرة ولا أعرض ولا أطيب ريحا ولا أطول طولا ولا أحسن منظرا فقال به أصحابه أين كنت؟ فقال: وقعت

الصفحة 208