كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

أرحية تطحن الدقيق فلما احتج إليها وإلى عين سلوان نزلت إلى قرار البئر ومعي جماعة من الصناع لأنقبها فرأيت الماء يخرج من حجر يكون قدر ذراعين في مثلهما وبها مغارة فتح بابها ثلاثة أذرع في ذراع ونصف يخرج منها ريح بارد شديد البرودة وإنه حط فيه الضوء فرأيت المغارة مطوية السقف بحجر ودخل إلى قريب منها فلم يلبث له الضوء فيها من شدة الريح الذي يخرج منها وهذه البئر في باطن وادي المغارة في بطنها وعليها وحواليها من الجبال العظيمة الشاهقة ما لا يمكن الإنسان أن يرتقي عليها إلا بمشقة وهي التي قال اللَّه تعالى لنبيه أيوب -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة وأتم السلام {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42] انتهى كلامه.
وأما النهي عن دخول الكنائس فقد روي عن سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- صلى في الكنيسة التي في وادي جهنم ركعتين ثم قال بعد ذلك كنت غنيا أن أركع ركعتين على وادي جهنم، وعنه أن عمر -رضي اللَّه عنه- لما فتح بيت المقدس مر بكنيسة مريم التي في الوادي فصلى فيها ركعتين ثم ندم لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا واد من أودية جهنم" ثم قال "ما كان أغنى عمر أن يصلي في وادي جهنم" وعن كعب قال لا تأتوا كنيسة مريم التي ببيت المقدس أي كنيسة الجسمانية والعمودين اللذين في كنيسة الطور فإنما من "الطواغيت" ومن أتاهم حبط عمله. وعن ثور بن يزيد

الصفحة 213