كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

الخدري -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لي حوض طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أشد بياضا من اللبن آنيته بعدد نجوم السماء وكل نبي يدعو أمته ولكل نبي حوض فمنهم من يأتيه "الغام" ومنهم من يأتيه "القضة" ومنهم من يأتيه النفر ومنهم من يأتيه الرجلان والرجل ومنهم من لا يأتيه أحد فيقال قد بلغت وإني أكثر الأنبياء وعن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما بقي لأمتي من الدنيا -أو قال: في الدنيا- إلا كمقدار الشمس إذا صليت العصر وإن حوضي ما بين إيليا إلى المدينة -أو قال: ما بين المدينة-" إلى بيت المقدس فيه عدد نجوم السماء أقداح الذهب للفتنة.
وأما طور زيتا والساهرة وكونهما في بيت المقدس فمنه ما رواه خالد بن معدان عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أقسم ربك بالتين والزيتون وطور زيتا وفي رواية عنه أقسم ربنا عز وجل بأربعة أجبل فقال: والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين فالتين مسجد دمشق والزيتون طور زيتا مسجد بيت المقدس وطور سنين حيث كلم اللَّه تعالى موسى عليه السلام والبلد الأمين مكة، وعن سعيد بن عبد العزيز أن صفية زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أتت بيت المقدس فصعدت إلى طور زيتا فصلت فيه، وروى خليد بن دعلج نحوه وزاد فقامت على طرف الجبل وقالت من ههنا يتفرق الناس يوم القيامة إلى الجنة والنار وعن إبراهيم بن أبي شيبان قال: قال لي زيادة بن أبي سودة كان صاحبكم يعني ابن أبي زكريا إذا قدم ههنا يعني بيت المقدس صعد الجبل يعني طور زيتا وعن حذيفة وابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم قالوا كنا ذات يوم جلوسا عند

الصفحة 221