كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "يحشر الناس فوجا لفيفا إلى قوله، فينتهون إلى الأرض التي يقال لها الساهرة وهي ناحية بيت المقدس تسع الناس وتحملهم بإذن اللَّه تعالى" وعن إبراهيم بن أبي عبلة في قوله تعالى {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 14]، قال البقيع الذي إلى جانب طور زيتا قريب من مصلى عمر معروف بالساهرة وفي حديث ابن عمر أن أرض المحشر تسمى الساهرة وفيه فصل الساهرة الغلاة ووجه الأرض وقيل الأرض العريضة البسيطة والساهرة، عند العرب الأرض التي تبعث ساكنها على السهر
للسري فيها لينجو منها ومعنى الساهرة أرض لا ينامون عليها ويسهرون وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- الساهرة الأرض وعن سهيل بن أمين سعد الساعدي أنها أرض بيضاء عفراء كخبرة من نقى وعن الزهري الأرض كلها تسمى ساهرة وعن مجاهد الساهرة أعلى الأرض كانوا في أسفلها فجعلوا في أعلاها.
وقال النخعي الساهرة فوق الأرض سميت ساهرة لأن فيها سهر الحيوان ونومهم وقال وهب بن منبه الساهرة جبل عند بيت المقدس يبسط للحشر لقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]، وقوله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41]، قال قتادة ما نقص من الأرضين زاد في فلسطين وما نقص في فلسطين زاد في بيت المقدس وبها أرض المحشر والمنشر وبها يجمع اللَّه الناس وبها تهلك الضلالة ويرفع الهدى، أقول: وطور زيتا مما يلى الساهرة مزارات يزورها الناس منها قبر رابعة بنت إسماعيل أم الخير العدوية البصرية الزاهدة مولاة أبي عتيك قيل كانت تقول في مناجاتها إلهي تحرق قطيا بحبك بالنار فهتف بها هاتف ما كنا نفعل هذا

الصفحة 222