كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

الروم لترجمانهم عمن يسألون؟ فقال: عن أمير المؤمنين فاشتد عجبهم وقال هذا الذي غلب الروم وفارس وأخذ كنوز كسرى وقيصر وليس له مكان يعرف.
بهذا غلب الأمم فوجدوه قد ألقى نفسه حين أصابه الحر نائما فازدادوا تعجبا فلما قرأ كتاب أبي عبيدة منا حتى أتى بيت المقدس وفيها اثنا عشر ألفا من الروم وخمسون ألفا من أهل الأرض فصالحهم على أن يسير الروم منها وأجلهم ثلاثة أيام عليه بعد ثلاث فقد برئت منه الذمة وأمن من بها من أهل الأرض وفرض عليهم الجزية على القوي خمسة دنانير، وعلى الذي يليه أربعة دنانير وعلى الذي يليه ثلاثة وليس على "فان كبير" شئ ولا على طفل. ثم أتى محراب داود عليه السلام فقرأ فيه "ص" وروينا عن طريق آخر أيضا أن أبا عبيدة بن الجراح -رضي اللَّه عنه- أتى إلى لأرض فعسكر بها وبث الرسل إلى أهل إيليا وسكانها وكتب إليهم: "بسم اللَّه الرحمن الرحيم من أبي عبيدة بن الجراح إلى بطارقة أهل إيليا وسكانها سلام على من اتبع الهدى وآمن باللَّه تعالى ورسوله أما بعد: فإني أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللَّه يبعث من في القبور فإذا شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم وذراريكم وكنتم لنا إخوانا وإن أبيتم فأقروا لنا بأداء الجزية عن يد وأنتم صاغرون وإن أنتم أبيتم سرت إليكم بقوم هم أشد حبا للموت منكم لشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، ثم لا أرجع عنكم إن شاء اللَّه أبدا حتى أقتل مقاتليكم،

الصفحة 227