كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

على المسلمين "بلاء ويطول" بهم حصار فتصيب المسلمين من الجهد والجزع ما يصيبهم ولعل المسلمين يدنون من حصنهم فيرشقونهم بالنشاب ويقذفونهم بالمناجيق فإن أصيب بعض المسلمين تمنيتم أنكم افتديتم قتل رجل واحد من المسلمين بمسيرك إلى منقطع التراب وكان لذلك من إخوانه أهلًا فقال عمر -رضي اللَّه عنه- قد أحسن عثمان النظر في مكيدة العدو وأحسن علي النظر لأهل الإسلام سيروا على اسم اللَّه تعالى فإني سائر فخرج فعسكر خارج المدينة ونادى في الناس بالعسكر والمسير فعسكر العباس بن عبد المطلب بأصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ووحدة قريش والأنصار رضي اللَّه عنهم والعرب حتى إذا تكامل عنده الناس استخلف على المدينة علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- وساروا فأقبل على المسلمين بوجهه، وقال: "الحمد للَّه الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان ورحمنا بنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فهدانا من الضلالة وجمعنا به من بعد الشتات وألف بين قلوبنا ونصرنا على الأعداء ومكَّن لنا في البلاد وجعلنا إخوانًا متحابين فاحمدوا اللَّه عباد اللَّه على هذه النعمة وسلوه المزيد من المن راغبين" ويتم نعمته على الشاكرين". قالوا: وكان لا يدع هذا القول في كل غداة في سفره كله فلما دنى من الشام عسكر وأقام يعسكر حتى قام إليه من تخلف من العسكر فما هو إلا أن طلعت الشمس فإذا الرايات والرماح والجنود قد أقبلوا على الخيول يستقبلون عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- فكان أول من

الصفحة 230