كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

وكان أول من لقيه أبو هريرة يحمل فوق رأسه عنبا، فقال: وأنت أيضا يا أبا هريرة: فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا مخمصة شديدة وكان أحق من أكلنا من ماله من قاتلنا من ماله من قاتلنا من ورائه، قال: فتركه عمر ومضى حتى أتى الكرم فنظر فإذا الناس قد أسرعوا فيه فدعى عمر الذمي وقال له كم كنت ترجو من غلة كرمك هذا؟ فقال
كذا وكذا وسمى له شيئا، قال: فخل سبيله ثم أخرج عمر الثمن الذي سماه الذمي وأعطاه إياه ثم أباحه للمسلمين، وعن عبد الرحمن بن غنم قال كتب لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- حين صالح نصارى أهل الشام "بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد اللَّه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين من نصارى مدينةكذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألنا كم الأمان لأنفسنا وأموالنا وذرارينا وأهل ملتنا وشرطنا لكم علينا وعلى أنفسنا أن لا نحدث في مدائننا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نحي ما كان في خطط المسلمين ولا نمنع كنائسهم "أن ينزل" بها أحد من المسلمين في ليل أو نهار وأن نوسع أبوابها للمار وابن السبيل" وأن ينزل من يريد من المسلمين ثلاث ليال نطعمهم ولا نأوي في منازلنا ولا كنائسنا جاسوسًا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركًا ولا ندعو إليه أحدًا من ذوي قربانا الدخول في الإسلام إن أراده وأن نوقر المسلمين ونقوم لهم في مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ولا نتشبه في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فراق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نتكنى بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئًا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش على خواتمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاوم رؤوسنا وأن نلتزم زيًّا حيث ما كنا وأن

الصفحة 234