كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

أخبرنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال أسري به إليه وتقدم إلى مقدمه مما يلي الضرب فقال: تتخذ ههنا مسجدًا رواه الوليد بن مسلم عن شيخ من ولد شداد بن أوس عن أبيه عن جده أن عمر لما فرغ من كتاب الصلح بينه وبين أهل بيت المقدس قال لبطريقها: دلني على مسجد داود قال نعم وخرج عمر متقلدًا سيفه في أربعة آلاف من أصحابه الذين قدموا معه متقلدين سيوفهم "وطائفة منا ممن كان عليها ليس علينا من السلاح إلا السيوف والبطريق بين يدي عمر في أصحابه ونحن نخلف عمر حتى دخلنا مدينة بيت المقدس فأدخلنا الكنيسة التي يقال لها كنيسة القيامة. وقال: هذا مسجد داود، قال ونظر عمر وتأمل وقال له: كذبت، ولقد وصف لى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مسجد داود بصفة ما هي هذه قال: فمضى بهم إلى كنيسة يقال لها صهيون، وقال: هذا مسجد داود فقال له: كذبت قال فانطلق به إلى مسجد بيت المقدس حتى انتهى به إلى بابه الذي يقال له باب محمد، وقد انحدر ما في المسجد من الزبالة على درج الباب حتى خرج إلى الزقاق الذي فيه الباب وكثر على الدرج حتى كاد يلصق بسقف الزقاق فقال له لا تقدر أن تدخل إلا حبوا فقال عمر ولو حبوا فحبى بين يدي عمر وحبوا خلفه حتى أفضينا إلى صحن مسجد بيت المقدس واستوينا فيه قياما فنظر عمر وتأمل مليًا ثم قال: هذا والذي نفسي بيده الذي وصفه لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ورواه أيضا بسنده من طريق آخر عن هشام بن عمار الهيثم بن عمران العبسي قال: سمعت جدي عبد اللَّه يقول لما ولي عمر بن الخطاب زار أهل الشام فنزل الجابية وأرسل رجلا من جديلة إلى بيت المقدس فافتتحها صلحا ثم جاء عمر -رضي اللَّه عنه- ومعه كعب فقال له يا أبا إسحاق أتعرف موضع الصخرة؟ فقال: أذرع من الحائط الذي يلي
وادي جهنم كذا وكذا ذراعًا ثم احفر فإنك تجدها قال وهي يومئذ مزبلة فحضروا فظهرت لهم فقال عمر لكعب أين ترى

الصفحة 236