كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

أن نجعل المسجد أو قال القبلة فقال اجعله خلف الصخرة فتجتمع القبلتان قبلة موسى وقبلة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال له عمر ضاهيت اليهودية يا أبا إسحاق خير المساجد مقدمها، وبنى في مقدم المسجد وروي أيضا بسنده من طريق آخر بزيادة على ما تقدم من رواية إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي عن أبيه قال قدم عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بيت المقدس وعسكر في طور زيتا ثم انحدر فدخل المسجد من باب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما استوى فيه قائمًا نظر يمينًا وشمالًا ثم قال: هذا والذي لا إله إلا هو مسجد سليمان بن داود الذي أخبرنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه أسري به إليه ثم أتى غربي المسجد فقال لي: نجعل لمسجد المسلمين ههنا مصلى يصلون فيه. وعن سعيد بن عبد العزيز قال: لما فتح عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بيت المقدس وجد على الصخرة زبلا كثيرا مما طرحته الروم غيظا لنبي بني إسرائيل فبسط عمر -رضي اللَّه عنه- رداءه وجعل يكنس ذلك الزبل وجعل المسلمون يكنسون معه.
وقال الوليد: قال سعيد بن عبد العزيز جاء كتاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى قيصر وهو ببيت المقدس وعلى صخرة بيت المقدس مزبلة عظيمة قد حاذت محراب داود عليه السلام مما ألقته النصارى عليها مضارة لليهود حتى إن كانت المرأة لتبعث بخرق دمها من رومية فتلقى عليها فقال: قيصر حين قرأ "الكتاب أي" كتاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إنكم يا معشر الروم لخلقا أن تقتلوا على هذه المزبلة في انتهاككم من حرمة هذا المسجد كما قتلت بنو إسرائيل على دمي يحيي بن زكريا وأمر بكشفها فأخذوا في ذلك فقدم المسلمون الشام ولم يكشفوا منها إلا ثلثها

الصفحة 237