كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

فلما قدم عمر -رضي اللَّه عنه- بيت المقدس وفتحها ورأى ما كان عليها من المزبلة أعظم ذلك وأمر بكشفها وسخر لها أنباط فلسطين.
وروى جبير بن نفير قال لما جلى عمر المزبلة عن الصخرة قال لا تصلون فيها حتى يصيبها ثلاث مطرات قال الوليد: وحدثنى شداد عن أبيه أن عمر مضى إلى مقدمه مما يلي الغرب، "فحثى" في ثوبه الزبل وحثونا معه في ثيابنا ومضى ومضينا معه حتى ألقيناه في الوادي الذي يقال له وادي جهنم ثم عاد وعدنا بمثلها حتى صلينا فيه موضع مسجد يصلى فيه جماعة صلى عمر بنا فيه.
وعن أبي مريم مولى سلامة وهو من بيت المقدس قال شهدت فتح إيليا مع عمر
ثم مضى حتى دخل المسجد ثم مضى نحو محراب داود ونحن معه فصلى فيه ثم قرأ سورة (ص) وسجد وسجدنا معه وقال صاحب كتاب الأنس في ذكر قصة المحراب عن الوليد بن مسلم قال: حدثني بعض شيوخنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسري به فإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان، قال: فقلت يا جبريل ما هذا النوران فقال: أما الذي عن يمينك فإنه محراب أخيك داود، والذي عن يسارك فهو "قبر" أختك مريم عليها السلام.
وروى صاحب كتاب الأنس ذكر الفتح بسنده "إلى" طريق آخر إلى عبيد بن آدم وإلى شعيب أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- كان بالجابية فقدم خالد بن الوليد

الصفحة 238