كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

الغرام وكان الفتح في سنة ست عشرة من الهجرة في ربيع الأول.
وروى الحافظ أبو محمد القاسم بسنده إلى عثمان وأبي حارثة قالا: افتتحت فلسطين وأرضها على يد عمر في ربيع الأول سنة ست عشرة وروي عن إسحاق بن بشر قال خرج عمر إلى الشام تلك السنة وهي سنة ست عشرة فنزل الجابية وفتحت عليه إيليا وهي مدينة بيت المقدس، قال: وحدث عبد الأعلى بن سهرانة قرأه في كتاب أبي عبيدة قال: فتحت بيت المقدس سنة سبع عشرة وفيها هلك معاذ بن جبل -رضي اللَّه عنه- وقال الزركشي في إعلام الساجد وفي صحيح البخاري إنه فتحه بين يدي الساعة ووقع ذلك ففتحه، عمر -رضي اللَّه عنه- لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست عشرة من الهجرة بعد وفاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بخمس سنين وأشهر.
وفي فضائل بيت المقدس لابن الجوزي فتح عمر بيت المقدس سنة خمس عشرة
من الهجرة وعن رجاء بن حيوة عن مَنْ شهد الفتح قال: لما شخص عمر من الجابية إلى إيليا قصد محراب داود عليه السلام "ليلًا" فصلى فيه ولم يلبث أن طلع الفجر فأمر المؤذن بالإقامة وتقدم وصلى بالناس وقرأ بهم (ص) وسجد فيها ثم قال فقرأ بهم الثانية و {طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الصف: 14] ثم ركع ثم انصرف فقال عليَّ بكعب فأتي به فقال: أين ترى نجعل المصلى فقال: إلى الصخرة فقال: ضاهيت واللَّه اليهودية يا كعب بل نجعل قبلته صدره كما جعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبلة مساجدنا صدورها اذهب أو قال اليك فإنا لم نؤمر بالصخرة ولكن أمرنا بالكعبة.
وفي رواية أبي شيبان قال: حدثنى عبيد بن آدم قال: سمعت عمر يقول لكعب أين ترى أن أصلى؟ قال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكأن القدس كلها بين يديك يعني المسجد الحرام فقال: ضاهيت اليهودية ولكن أصلي حيث صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة أسري به فتقدم

الصفحة 240