كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

إلى قبلة المسجد فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة برادئه وكنس الناس معه، قال: في مثير الغرام وهذه الآثار المذكورة في الفتوح والشروط على اختلاف طرقها وتغاير ألفاظها وإن كان فيها مقال فهي متلقاة بالقبول، لأن فتوح الشام والقدس الشريف في زمن الصحابة رضي اللَّه عنهم مستفيض ولم يزل القدس الشريف من لدن الفتح العمري في أيدي المسلمين أيام الخلفاء الراشدين فمن بعدهم إلى سنة سبعين من الهجرة النبوية.
وكان بناء عبد الملك بن مروان -رحمه اللَّه تعالى- قبة الصخرة ومسجد بيت المقدس يقال: إنه حمل إلى بنيانه خراج مصر سبع سنين وسبط بن الجوزي في كتاب "مرآة الزمان" إن عبد الملك بن مروان ابتدأ بنيانه في سنة تسع وستين وفرغ منه سنة اثنين وسبعين من الهجرة ويقال: إن الذي بنى قبة بيت المقدس وجددها سعيد بن عبد الملك بن مروان وروي عن جابر بن رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان إن عبد الملك حين هم ببناء صخرة المقدس والمسجد الأقصى قدم من دمشق إلى بيت المقدس وبث الكتب في جميع عمله وإلى سائر الأمصار أن عبد الملك قد أراد أن يبني قبة بيت المقدس، تكن المسلمين من الحر والبرد وكره أن يفعل ذلك دون رأي رعيته فكتبت الرعية إليه برأيهم وما هم له عليه فوردت الكتب عليه من عمال الأعمال برأي أمير المؤمنين رأيه موفقًا رشيدًا، ونسأل اللَّه تعالى أن يتم له ما
نوى من بنايته وصخرته ومسجده ويجري ذلك على يديه ويجعله مكرمة له ولمن مضى من سلفه قال فجمع الصناع من عمله كلهم وأمرهم أن يصنعوا له صفة القبة وسمتها من قبل أن يبنيها فكرست له في صحن المسجد، وأمر أن

الصفحة 241