كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

فيدق ويطحن ثم يعمل من الليل ويخمر بالمسك والعنبر "والماورد الجوري" ثم يأمر الخدم بالغداة فيدخلون حمام سليمان يغتسلون ويتطهرون ثم يأتون على الخزانة التي فيها "الخلوق" فيلقون أثوابهم عنهم ثم يخرجون من الخزانة أثوابا جددًا موريا وهرويا "وشيا" يقال له "العصب" ومناطق مجلاه يشدون بها أوساطهم ثم يأخذون سفول الخلوق ويأتون به حجر الصخرة فيلطخون ما قدروا أن تناله أيديهم حتى يغمروه كله وما لم تنله أياديهم غسلوا أقدامهم ثم يصعدون على الصخرة حتى يلطخوا ما بقي منها وتفرغ آنية الخلوق ثم يأتون بمجامر الذهب والفضة والعود القماري والند مطرى بالمسك والعنبر فترخى الستور حول الأعمدة كلها ثم يأخذون البخور ويدورون حولها حتى يحول بينهم وبين القبة من كثرته ثم تشمر الستور فيخرج البخور وتفوح رائحته حتى تبلغ رأس السوق فيشم ريحه من يمر
وينقطح البخور عندهم ثم ينادي مناد في صف الدرابزين: ألا إن الصخرة قد فتحت للناس فمن أراد الصلاة فيها فليأت، فيقبل الناس مبادرين إلى الصخرة فأكثر الناس من يدرك أن يصلى ركعتين وأقلهم أربعًا ثم يخرج الناس فمن شم رائحة من الناس قالوا هذا ممن دخل الصخرة وتغسل آثار أقدامهم بالماء وتمسح "بالآس الأخضر" وتنشف بالمناديل وتغلق الأبواب وعلى كل باب عشرة من الحجبة، ولا يدخل إلا يوم الاثنين والخميس ولا يدخلها في غيرها إلا الخادم، وعن أبي بكر بن الحارث قال كنت أسرج الصخرة في خلافة عبد الملك

الصفحة 243