كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

بن مروان كلها بالبان المديني والزنبق الرصاصي، قال: وكانت الحجبة يقولون له: يا أبا بكر من لنا بقنديل ندهن منه ونطب به فكان يجيبهم إلى ذلك هذا ما كان يفعل به في خلافة عبد الملك بن مروان.
قال الوليد: وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كان في السلسلة التي في وسط القبة درة يتيمة وقرنا كبش إبراهيم عليه السلام وتاج كسرى معلقان فيها أيام عبد الملك فلما صارت الخلافة إلى بني هاشم حولوها إلى الكعبة حرسها اللَّه.
وروى الحافظ ابن عساكر -رحمه اللَّه تعالى- بسنده إلى أبي المعالي المقدس فذكر حديث بناء عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى ذكره صاحب مثير الغرام في الفصل السابع وروى ما أثبته الحافظ ابن عساكر قال: عقبة وكان في ذلك الوقت ليس من الخشب السقف سوى أعمدة خشب ستة آلاف خشبة، وفيه من الأبواب خمسون بابا ومن العمد ستمائة عمود رخاما وفيه من المحاريب سبعة ومن السلاسل للقناديل أربعمائة سلسلة إلا خمس عشرة منها مائتان سلسلة وثلاثون سلسلة في المسجد والباقي في قبة الصخرة، وذرع السلاسل أربعة آلاف ذراع، ووزنها ثلاثة وأربعون ألف رطل بالشامي، ومن القناديل خمسة آلاف قنديل، وكان يسرج فيه مع القناديل ألفا شمعة في ليال الجمع، وفي ليلة نصف رجب وشعبان ورمضان وفي ليلتي العيدين. وفيه من القباب خمس عشرة قبة سوى قبة الصخرة وعلى سطح المسجد من سقف الرصاص سبعة آلاف شقفة "وسبعمائة شقفة وزن الشقفة سبعون رطلًا غير الذي على قبة الصخرة.
وكل ذلك عمل في أيام عبد الملك بن مروان ورتب له من الخدم القوام ثلاثمائة خادم اشتريت له من خُمس بيت المال، كلما مات منهم ميت

الصفحة 244