كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

قام مكانه ولد وولد ولده أو من يكن من أهليهم يجري ذلك أبدا ما تناسلوا، وفيه من الصهاريج أربعة وعشرون صهريجا كبارا وفيه من المنابر أربعة منها ثلاثة صف واحد غربي المسجد وواحد على باب الأسباط وكان لهم من الخدم اليهود الذين لا يؤخذ منهم جزية عشرة رجال وتوالدوا فصاروا عشرين لكنس أوساخ الناس في المواسم والشتاء والصيف ولكنس المطاهر التي حول الجوامع وله من الخدم النصارى عشرة أهل بيت يتوارثون خدمته لعمل الحصر وكنس حصر المسجد وكنس القنى التي تجري إلى صهاريج الماء وكنس الصهاريج أيضا وغير ذلك، وله من الخدم اليهود جماعة يعملون الزجاج للقناديل والأقداح "والبزقات" وغير ذلك مما تدعو إليه الحاجة لا يؤخذ منهم جزية ولا من الذين يحملون القش لفتايل القناديل جاريا عليهم ولا على أولادهم أبدا ما تناسلوا من عهد عبد الملك بن مروان وهلم جرا.
وروى عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت عن أبيه عن جده أن الأبواب كلها كانت ملبسة بصفائح الذهب والفضة في زمن خلافة عبد الملك بن مروان، فلما قدم أبو جعفر المنصور العباسي وكان شرقي المسجد وغربيه قد وقع فقيل له يا أمير المؤمنين قد وقع شرقي المسجد وغربيه زمن الرجفة في سنة ثلاثين ومائة ولو أمرتنا ببناء هذا المسجد وعمارته فقال ما عندي شيء من المال ثم أمر بقلع الصفائح الذهب والفضة "التي كانت على الأبواب فقلعت وضربت دنانير ودراهم وأنفقت عليه حتى فرغ منه، ثم كانت الرجفة الثانية

الصفحة 245